الشيخ حمد بن محمد بن لعبون
وهذه ترجمة المؤلف المؤرخ وفقرات عن ابنه الشهير الشاعر الكبير محمد بن حمد بن لعبون تعليقات من كتابنا «علماء نجد» لكمال الفائدة :
الشيخ حمد بن محمد بن ناصر بن عثمان بن ناصر بن حمد بن إبراهيم بن حسين بن مدلج (١) ، الملقّب لعبونّا الوائلي العنزي نسبا من آل.
مدلج. ومدلج هذا قال المترجم في تاريخه المخطوط : إن سبب تسمية جده بلعبون أن بندق ابن عمه ـ حمد بن حسين ـ ثارت عليه فنظمت شدقيه وبرىء ، لكنه صار يسيل منه لعابه ، فلقّب ـ بلعبون ـ وصارت ذريته يسمون ـ آل لعبون ـ. وهم من بني وهب من الحسنة أحد أفخاذ المصاليخ ، أحد البطون الكبار للقبيلة الشهيرة عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. ولد في بلدة حرمة ـ إحدى بلدان سدير ـ ونشأ فيها وتعلّم ، وصار اتجاهه إلى الأدب والتاريخ فعد من مؤرّخي نجد المعتبرين. وقد توفي والده محمد ابن ناصر ـ في حرمة عام ١١٨١ ه.ذكر ذلك في تاريخه المخطوط.ولمّا استولى الإمام عبد العزيز بن محمد على بلدة حرمة عام ١١٩٣ ه ، وأبعد بعض أكابرها ، خرج منها المترجم له هو وعمه ، وسكنا بلدة القصب إحدى بلدان الوشم ، ثم ارتحلا إلى بلدة ثادق وولد ابنه الشاعر فيها. قال المترجم له في تاريخه : وفيها ـ أي سنة ١٢٠٥ ه ـ ولد الابن محمد بن حمد في ربيع الثاني. اه. ثم إن الإمام عبد العزيز بن محمد جعل المترجم له كاتبا مع جباة الزكاة.قال ابن بشر في «عنوان المجد» : وأخبرني حمد بن محمد المدلجي ، قال : كنت كاتبا لعمال علوي من مطير مرة في زمن عبد العزيز ، فكان ما حصل منهم من الزكاة في سنة واحدة أحد عشر ألف ريال.
ولمّا خرج إبراهيم باشا إلى نجد واستولى على بلدانها ، وهدم الدرعية عام ١٢٣٣ ه ، انتقل المترجم له إلى حوطة سدير وأقام فيها إلى عام ١٣٣٨ ه ، ثم انتقل منها إلى بلدة التويم ، وصار إماما وخطيبا في البلدة المذكورة ، واستوطنها هو وذريته. ألّف تاريخا عن نجد يعد من أحسن التواريخ لا يزال مخطوطا ، وأكثر ما فيه لم يذكره مؤرخو نجد ، وكأنهم لم يطلعوا عليه كما اطلعوا على «تاريخ الفاخري» ، الذي سلخوه بلا رد شكر له. وهذا التاريخ ألّفه رغبة لابن عمه التاجر الثري ضاحي بن عون المدلجي ، فقد قال في مقدمة التاريخ : أما بعد فقد سألني من طاعته على واجبة ، وصلاته إلي واصلة ، أن أجمع له نبذة من التاريخ تطلعه على ما حدث بعد الألف من الهجرة ، من الولايات والوقائع المشتهرة ، من الحروب والملاحم ، والجدب وملوك الأوطان ، ووفيات الأعيان ، وغير ذلك مما حدث في هذه الأزمان ، خصوصا في الدولة السعودية الحنفية ، فأجبته إلى ذلك ، ورأيت أن أكمل له الفائدة ولغيره بمقدمة تكون كالأساس للبنيان. اه.قال الشيخ إبراهيم بن عيسى : انتقل حمد بن محمد بن لعبون من بلد حوطة سدير وسكن بلد التويم واستوطنها هو وذريته ، وتوفي فيها ـ رحمهالله تعالى ـ. وله كتاب في التاريخ مفيد وقفت عليه بخط يده ،والتقطت منه فوائد كثيرة. وله مشاركة في العلوم وكان حسن الخط.فطبع من هذا التاريخ في عام ١٣٥٧ ه بمطبعة أم القرى ، ولكن لم يطبع منه إلّا المقدمة التي أشار إليها : بأنها أساس للتاريخ. أما التاريخ فلا يزال مخطوطا قليل النسخ وقد ذكر في هذا التاريخ ولادة أبنائه : محمد ، وزامل ، وناصر ، وحجاته وتنقلاته في البلدان. ولا داعي لنقلها هنا.وفاته :
توفي في بلد التويم ، ولم أقف على السّنة التي توفي فيها. إلّا أنه ذكر وفاة ابنه محمد في عام ١٢٤٧ ه.
وله ثلاثة أبناء : محمد ، وزامل ، وعبد الله.
وأما ابنه محمد : فهو الشاعر النبطي الكبير المشهور. قال والده في تاريخه المخطوط : وفي سنة خمس ومئتين وألف ولد الابن محمد بن حمد بن لعبون الشاعر المشهور ، وانتقل من بلدة ثادق إلى بلد الزبير وهو ابن سبعة عشر سنة. وله أشعار مشهورة عند العامة ، نرجو الله أن يسامحه. مات في الكويت في الطاعون الذي أفنى أهل البصرة ، والزبير ، والكويت عام ١٢٤٧ ه. فيكون عمره اثنين وأربعين سنة. اه ، من تاريخ أبيه.
منقول من خزانة التّواريخ النجديّة - ج ١