هكذا كانوا يستغفرون
دعاء وتضرع
الذكرى تنفع المؤمنين
صلاة الاستسقاء، كصلاة العيدين، يكبر في الأولى سبعاً، مع تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمساً،دون تكبيرة الانتقال.
والخطبة واحدة يقول في أولها:
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. لا إله إلا الله، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. لا إله إلا الله، الولي الحميد. لا إله إلا الله، الواسع المجيد، لا إله إلا الله، المؤمل لكشف كل كرب شديد. لا إله إلا الله، المرجو للإحسان، والإفضال والمزيد. لا إله إلا الله، لا راحم ولا نافع سواه للعبيد. لا إله إلا الله، ولا ملجأ منه إلا إليه، ولا مفر ولا محيد.
سبحان فارج الكربات، سبحان مجيب الدعوات، سبحان مغيث اللهفات، سبحان محيل الشدائد والمكروهات، سبحان العالم بالظواهر والخفيات، سبحان من لا تشبه عليه اللغات، مع تنوع المسئولات. سبحان القائم بأرزاق جميع المخلوقات، في البراري، والجبال، والبحار، والبلاد والفلوات، سبحان من لا تغيض خزائنه، مع كثرة الإنفاق في جميع الأوقات، سبحان من عم بستره ورزقه حتى العصاة.
اللهم وفقنا للتوبة النصوح، حيث إن الوقت ممكن، وباب التوبة مفتوح.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله الكريم الوهاب، الرحيم التواب، الهادي إلى الصواب، وكاشف الغم، ومجيب دعوة المضطر، فما سأله سائل فخاب. يبتلي ويمتحن؛ ليدعى، فإذا دعي أجاب. منزل الكتاب، هازم الأحزاب، منشئ السحاب.
وينزل الأمطار، فينبت النبات والأشجار، فيها الفواكه والثمار، مختلة الطعوم والأزهار، إن في ذلك لعبرة، لأولي الأبصار.
فسبحانه من إله عظيم، لا يماثل ولا يضاهى, لا إله إلا هو, عليه توكلت وإليه متاب. وأشكره على نعم تفوق العد والحساب.
وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله, أشرف نبي أنزل عليه أفضل كتاب. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد, وعلى آله, وأصحابه, خير آل وأصحاب.
أما بعد: فيا أيها الناس, اتقوا الله تعالى, وتوبوا إليه واستغفروه، وأخلصوا له العبادة ووحدوه؛ فإنه خلقكم لعبادته، وأمركم بتوحيده وطاعته.
عباد الله تدبروا القرآن؛ تلين قلوبكم، وتوبوا إلى الله أيها المؤمنون؛ لعلكم تفلحون.
ثم إنكم شكوتم جدب دياركم، وتأخير المطر عن حروثكم وأشجاركم. إن ربكم أمركم أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، قال عز وجل: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [غافر: 60]، وقال تعالى (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) [النمل: 62].
قولوا: كما قال يونس عليه السلام: (أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87].
وقولوا: كما قال الأبوان عليهما السلام: (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].
وكما قال موسى عليه السلام: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [القصص: 16].
وأطيعوا ربكم بقوله: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ * إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [هود:3-4].
وقولوا كما قال نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) [نوح:10-12].
وكما قال هود عليه السلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) [هود:52].
وكما قال شعيب عليه السلام: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [هود:90].
اللهم أغث القلوب بالإيمان، والأرض بالمطر والهنان.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، مجللا سحاء عاماً دائماً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل.
اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله رحمة، للحاضر والباد.
اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولا هدم، ولا بلاء، ولا غرق.
اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك، واجعل ما أنزلته علينا، قوة لنا على طاعتك, وبلاغاً إلى حين.
اللهم إنا خلق من خلقك, فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: من الآية286].
إخواني، توبوا إلى الله توبة صادقة، حافظوا على الصلوات في المساجد، ابتعدوا عن المحرمات: من الربا، والزنا, وحلق اللحى، وإسبال الثياب للرجال.
وأنتن أيتها المسلمات، ابتعدن عن المنكرات, وعن التبرج, ومخالطة الرجال الأجانب.
أيتها المسلمات, لا يخلو رجل بامرأة، إلا كان الشيطان ثالثهما. ليحذر الجميع من تعدي حدود الله.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصل الله وسلم على نبينا محمد, وآله وصحبه أجمعين.
ثم يحول رداءه، ثم يستقبل القبلة, فيدعو سراً.