راجي عفو ربه المشرف على المنتدى
عدد المساهمات : 1318 تاريخ التسجيل : 07/05/2016 العمر : 76
| موضوع: قصة إعرابي حمل رسالة أوصت بقطع رأسه وخطأ قتل الوزير الحاسد الإثنين 01 أكتوبر 2018, 1:38 pm | |
| قصة إعرابي حمل رسالة أوصت بقطع رأسه وخطأ قتل الوزير الحاسد
خرج رجل إعرابي من عند الخليفة المعتصم، وكان الرجل يحمل رسالة توصي بقطع رأس حاملها، وعند الباب قابله وزير غادر، فلما علم بأمر الرسالة، داخله الحسد وأقدم على أخطر قرار، وفي كتابه "المستطرف في كل فن مستظرف" خصّص الكاتب شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي، الباب التاسع والثلاثين للغدر والخيانة والسرقة والعداوة والبغضاء والحسد، ومنه قصة هذا العربي مع الوزير الحاسد. يقول "الأبشيهي" في كتابه: "حكي أن رجلاً من العرب دخل على المعتصم فقرّبه وأدناه وجعله نديمه وصار يدخل على حريمه من غير استئذان وكان له وزير حاسد، فغار من البدوي وحسده، وقال في نفسه بالاحتيال على هذا البدوي في قتله، بعد أن أخذ بقلب أمير المؤمنين وأبعدني منه، فصار الوزير يتلطف بالبدوي حتى أتى به إلى منزله فطبخ له طعاماً وأكثر فيه من الثوم، فلما أكل البدوي منه قال له: احذر أن تقترب من أمير المؤمنين فيشم منك فيتأذى من ذلك، فإنه يكره رائحته، ثم ذهب الوزير إلى أمير المؤمنين فخلا به وقال يا أمير المؤمنين إن البدوي يقول عنك للناس إن أمير المؤمنين أبخر وهلكت (تضايقت) من رائحة فمه". فلما دخل البدوي على أمير المؤمنين، جعل كمه على فمه مخافة أن يشم منه رائحة الثوم، فلما رآه أمير المؤمنين وهو يستر فمه بكمه قال إن الذي قاله الوزير عن هذا البدوي صحيح، فكتب أمير المؤمنين كتاباً إلى بعض عماله يقول فيه إذا وصل إليك كتابي هذا فاضرب رقبة حامله، ثم دعا البدوي ودفع إليه الكتاب، وقال له امض به إلى فلان وائتني بالجواب، فامتثل البدوي ما رسم به أمير المؤمنين وأخذ الكتاب وخرج به من عنده. فبينما هو بالباب إذ لقيه الوزير، فقال: أين تريد؟ قال: أتوجّه بكتاب أمير المؤمنين إلى عامله فلان، فقال الوزير في نفسه إن هذا البدوي يحصل له من هذا التقليد مال جزيل (سيحصل على مكافأة مالية ضخمة)، فقال له يا بدوي ما تقول فيمن يريحك من هذا التعب الذي يلحقك في سفرك ويعطيك ألفي دينار، فقال أنت الكبير وأنت الحاكم ومهما رأيته من الرأي افعل، قال أعطني الكتاب فدفعه إليه فأعطاه الوزير ألفي دينار وسار بالكتاب إلى المكان الذي هو قاصده فلما قرأ العامل الكتاب أمر بضرب رقبة الوزير. فبعد أيام تذكّر الخليفة في أمر البدوي وسأل عن الوزير، فأخبر بأن له أياماً ما ظهر، وأن البدوي بالمدينة مقيم، فتعجّب من ذلك وأمر بإحضار البدوي فحضر، فسأله عن حاله فأخبره بالقصة التي اتفقت له مع الوزير من أولها إلى آخرها، فقال له أنت قلت عني للناس إني أبخر، فقال معاذ الله يا أمير المؤمنين أن أتحدّث بما ليس لي به علم، وإنما كان ذلك مكراً منه وحسداً، وأعلمه كيف دخل به إلى بيته وأطعمه الثوم وما جرى له معه، فقال أمير المؤمنين: قاتل الله الحسد، ما أعدله بدأ بصاحبه، فقتله، ثم خلع على البدوي، واتخذه وزيراً وراح الوزير بحسده.
| |
|