راجي عفو ربه المشرف على المنتدى
عدد المساهمات : 1331 تاريخ التسجيل : 07/05/2016 العمر : 76
| موضوع: طريق الحج الكوفي (درب زبيدة) الأحد 08 مايو 2016, 3:07 pm | |
|
«درب زبيدة».. أشهر وأطول طريق لخدمة الحجاج نبض بالحياة طوال 13 قرنا أنشأته زبيدة زوجة هارون الرشيد وأعاد الملك عبد الله تجديد معالمه القديمة
الرياض: بدر الخريف
يمثل «درب زبيدة » منذ عهد هارون الرشيد مفخرة هندسية لتأمين المياه للحجاج والذي كادت تضيع معالمه، حتى أمر قبل سبع سنوات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكان حينها وليا للعهد، إحياء الطريق، بتجديد معالمه القديمة، كما نجح فريق من الآثاريين السعوديين في تسجيل وحفظ مواقع على الطريق قبل 32 عاما. ويبلغ طول الطريق بشكل عام حوالي 1500 كيلومتر، ويمتد من العراق مروراً بشمال السعودية ووسطها إلى أن يصل إلى الأماكن المقدسة في المدينة المنورة ثم مكة المكرمة، وتتوزع على طول الطريق الآبار وخزانات المياه بمسافات لا تزيد على 40 كيلومترا، كما توج الطريق بنظام رائع من قنوات المياه لسقيا الحجاج وسالكي الطريق.
وبدأت قصة إنشاء الطريق عام 800م، عندما شارفت زوجة هارون الرشيد، الخليفة العباسي، زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، على الهلاك وهي في طريقها لأداء مناسك الحج، ونذرت على نفسها ألا يعاني الحجاج بعد ذلك من العطش وهم في طريقهم إلى الحج. حيث أنشأت الطريق من الكوفة عبر أشد المناطق شحاً بالمياه، وأصبح الطريق مفخرة هندسية لتأمين المياه للحجاج من خلال بناء شبكة هائلة من خزانات المياه، تبدأ من الكوفة مروراً بالحدود الشمالية من البلاد السعودية، ثم حائل فالقصيم، ثم يميل الطريق إلى جهة الجنوب الغربي، شاقاً الصحراء إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. وتتوزع على طول الطريق المعروف بـ«درب زبيدة»، الآبار وخزانات المياه، وكانت الجمال تعبر من نقطة توقف إلى أخرى للتزود بالماء. كما توج الطريق بنظام رائع من قنوات المياه خارج مكة المكرمة لتأمين المياه خلال فترة الحج، كما زود الطريق بخزانات للمياه عُرفت باسم «البرك»، وذلك خلال عدة قرون، ولا يزال البعض منها باقيا إلى اليوم، حيث يستفيد منها البدو لسقيا مواشيهم.
ونجح فريق من الباحثين الآثاريين برئاسة الدكتور عبد الله المصري، مدير أول إدارة للآثار والمتاحف في السعودية، عام 1975، في تسجيل وحفظ طريق الحج. حيث وثق الفريق حوالي 90 موقعاً أثرياً على الطريق، احتوت على جوامع وحصون وقصور ووحدات سكنية وخزانات مياه رئيسية، وتم ترميم المباني من أنقاض الحجارة الموجودة من أجل تأسيسها مع خليط من الطوب المصنوع من الطين كهيكل علوي، ولا يزال بعض هذه المنشآت قائماً، خصوصاً بقايا الطرق المعبّدة وعلامات الطرق المتنوعة. ومع ظهور السيارات تغيرت الطرق ولم يبق من هذا الدرب العظيم إلا آثاره. وينتهي الطريق في عين زبيدة، التي تنبع من وادي نعمان، ثم تمر في عرفات، فتقطع وادي عرنة، ثم تنحدر إلى مكة، وكانت مصممة بطريقة انسيابية انحدارية. وتنتشر على الطريق الذي ظل سالكاً طوال ثلاثة عشر قرنا، معالم أخرى تمثلت في علامات الأميال على الطريق، والمنارات وأماكن مخصصة للإنارة من خلال إشعال النار فيها لهداية الحجاج ليلاً. كما شيّد العباسيون في جزء من الطريق، منازل وحفروا فيه الآبار وبنوا قصراً ومسجداً.
ويبدأ الطريق من الكوفة حتى يصل إلى منطقة مهد الذهب، لتبدأ محطات مهمة في الطريق، هي العمق، ثم إلى غار زبيدة، ثم إلى جيل صايد، فهضبة الشرار، ثم مهد الذهب، ليسير الدرب ناحية الجنوب الغربي مروراً بوادي السايلة فجبل رايان، ليتفرع الدرب إلى فرعين، أحدهما عبر «صفينة» و«وحاذة»، والآخر عبر «الأفيعية» و«المسلح».
| |
|