هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالحج والعمرةحكام مكة المكرمة - عبر العصور Oaoa_112بحـثدخولالتسجيلhttps://alsahahaleslameeh.yoo7.com/contact

حكام مكة المكرمة - عبر العصور 4309aa10
حكام مكة المكرمة - عبر العصور Oaoa_111
حكام مكة المكرمة - عبر العصور 00000010
حكام مكة المكرمة - عبر العصور 483acd11
حكام مكة المكرمة - عبر العصور 06504610
حكام مكة المكرمة - عبر العصور 812


حكام مكة المكرمة - عبر العصور Aoiyo_10


حكام مكة المكرمة - عبر العصور Baheth10
حكام مكة المكرمة - عبر العصور 2_100_13


 

 حكام مكة المكرمة - عبر العصور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راجي عفو ربه
المشرف على المنتدى



عدد المساهمات : 1317
تاريخ التسجيل : 07/05/2016
العمر : 76

حكام مكة المكرمة - عبر العصور Empty
مُساهمةموضوع: حكام مكة المكرمة - عبر العصور   حكام مكة المكرمة - عبر العصور Emptyالجمعة 10 يونيو 2016, 7:53 pm

حكام مكة المكرمة
نبذة مختصرة لمن تولي حكم مكة منذ بناء البيت الحرام وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية
قد يجد القارئ الكريم هنا ما يخالف ما قرأه أو سمعه وهذا شيء متوقع لأن كتب التاريخ فيها بعض الاختلاف وهذا لا يمنع أن يعقب ويذكر النقاط التي يرى صحتها ففيها إثراء للموضوع ونحن نتعلم من بعض ففوق كل ذي علم عليم
ولنبدأ بتوفيق من الله ...


(1)
المعروف أن نبي الله إبراهيم أسكن ابنه إسماعيل وأمه هاجر مكة المكرمة وعاد إلى بلده بالشام 
ولم تكن مكة مسكونة في ذلك الوقت .. وفجر الله لهما عين زمزم .. و نزلت عليهم قبيلة جرهم والتي كانت تقيم بالجوار 
نشأ إسماعيل معهم وتزوج منهم .. وحضر والده إبراهيم وقاما ببناء بيت الله الحرام ..
ويعتبر إسماعيل عليه السلام أول من تولى على مكة وخلفه بعد وفاته أبناءه حتى انتهى لحفيده مضاض بن عمر الجرهمي ..
ثم انفصلت من جرهم قطورا تحت قيادة وحكم حفيده الآخر السميذع وسكنت إجياد وأسفل مكة .. ومضاض بقي في أعلى مكة وجبل قعيقعان ..
 وقعت الحرب بين جرهم وقطورا وانتصرت جرهم وقتل في المعركة السميذع وأصبح الحكم بمكة لمضاض ..
وفي أواخر القرن الثالث أو بداية القرن الرابع وصلت من اليمن إلى مكة قبيلة خزاعة التي انتصرت على جرهم وحلت مكانهم تحت حكم ربيعة بن حارثة ..
وعاد لمشاركتهم السكن بعض بني إسماعيل وجرهم بموافقة من خزاعة .
 ولما تولى الحكم عمرو بن لحي سيد خزاعة طلب منه مضاض أن يسمح له بسكنى مكة فأبى عليه ذلك بل أصدر أمرا بقتل أي جرهمي يقترب من الحرم ..
وعمرو بن لحي أصبح في غاية الثراء فقد امتلك 20 ألف جمل وهو رقم كبير ..
وهو أول من أطعم الحاج .. و أول من نصب الأصنام وجاء بهبل وجعله بوسط الكعبة
وعمرو وجميع ولده من بعده لم يهدموا أو يضيفوا شيئا لبيت الله .
 أبناء إسماعيل الذين جلوا من مكة تفرقوا في الجزيرة العربية وربما وصل بعضهم للعراق والشام 
وأبناء إسماعيل من عدنان هم ربيعة ومضر وإياد وأنمار ..
 وقصي بن كلاب من مضر .. وكان يعيش عند أخواله من قضاعة
وبعد حدوث خصومة بينه وبين رجل من قضاعه عرف أنه من قريش من مضر فأرتحل إليهم بمكة ..
 وكان يتولى مكة حليل بن حبشية الخزاعي وكان معه مفتاح الكعبة ..
تزوج قصي بنت حليل وكان إذا مرض أعطى المفتاح لابنته وإذا مرضت هي أيضا أعطت المفتاح لقصي .. ولما حضرت الوفاة حليل جعل قصيا واليا على البيت فأبت خزاعة عليه ذلك وأخذوا المفتاح منه ..
فطلب قصي من قومه كنانة ومن أحد أخوانه من الأم من قضاعة نصرته ..
فلبوا طلبه وكون منهما جيشا استطاع بعد معركة شديدة ومن ثم الاحتكام أن يسترد حجابة الكعبة وولاية مكة وأنزل كثيرا من قومه بمكة .. كان ذلك في منتصف القرن الخامس ..
تولى الحكم عبد الدار بعد وفاة والده قصي بن كلاب
وبعد وفاة عبد الدار نازع أبناء عبد مناف بن قصي أبناء عمهم عبد الدار فتم الصلح بتقسيم المصالح بينهم بالقرعة ..
وأصبحت الرئاسة في بني عبد مناف وتولاها هاشم
ولكن نافسه أخوه أميه وحدثت منافرات طال شأنها على الرئاسة وكانت أول منافرة بين الأمويين والهاشميين
 وتولى الرئاسة بعد هاشم ابنه عبد المطلب وزاد الخلاف بينه وبين بني عمه بني أمية .. ولكنه انتصر عليهم مثل أبيه ونال من الشرف والرياسة والجاه في قريش بما لم يظفر به بنو عمومته ..
وفي عهده تم إعادة حفر بئر زمزم وأيضا حدثت واقعة الفيل..
وولادة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة .. وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .. تولى جده عبد المطلب رعايته لوفاة والده عبد الله ولما توفي
عبد المطلب تولى العناية به عمه أبو طالب الذي هو وعبد الله أخوان أشقاء ..
وكان الرسول وعمره حوالي 20 عاما شارك مع قريش وكنانه في حرب الفجار
وكان قائد المعركة حرب بن أمية بن عبد شمس 
هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة بعد وفاة عمه
أبو طالب واشتداد أذى قريش له ..
كان أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية هو زعيم مكة وقاد معركتي بدر وأحد ضد المسلمين بالمدينة..

(2)
 وفي السنة الثامنة للهجرة وهو عام الفتح .. فتح مكة المكرمة
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتولية عتاب بن أسيد وهو من بني أمية على مكة
وهو أول أمير علي مكة في الإسلام ..
استمر عتاب في الأمارة حتى وفاته التي توافقت مع وفاة الخليفة أبو بكر رضي الله عنه
 وفي عهد الخليفة عمر رضي الله عنه تولى أمارة مكة ستة أشخاص هم :
المحرز بن حارثة
قنفذ بن عمر بن جدعان
نافع بن عبد الحارث الخزاعي
أحمد بن خالد بن العاص
طارق بن المرتفع
الحارث بن عبد المطلب
(وعددهم ملفت فقد كان عمر شديدا معهم وفي مراقبتهم وكان يحصي أموال عامله قبل توليته وإذا انتهت ولايته أحصى ثروته فإن كان بها زيادة رده لبيت المال إلا إن كانت الزيادة مشروعة)
 وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان ولاته على مكة ستة أيضا
فقد كان كثير العزل لولاته .. وولاته على مكة هم :
علي بن عدي بن ربيعة
خالد بن العاص المخزومي
الحارث بن نوفل
عبد الله بن خالد بن أسيد
عبد الله بن عامر الحضرمي
نافع بن عبد الحارث الخزاعي
 وفي عهد الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه تولى مكة :
أبو قتادة الأنصاري
قثم بن العباس
وفي عام 39هــ حاول معاوية التدخل في مكة عندما علم أن علي بن أبي طالب انتدب عبد الله بن العباس ليتولى موسم الحج بمكة فأرسل من قبله يزيد بن شخيرة بثلاثة آلاف فارس ليتولى الحج وأخذ البيعة فأستعد له قثم فطلب يزيد من أبي سعيد الخدري أن يتدخل بحيث لا يحج بالناس لا هو ولا العباس وأن يختار الناس من يقوم بذلك
فاختاروا شيبة بن عثمان من بني شيبة سدنة البيت وانتهى الحج بسلام ..
 ( اغتيل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في 17 من رمضان 40هــ وهو في العراق ودفن بالنجف وقد طلب منه أن يستخلف أحد بعده ولكنه قال أدعكم كما ترككم رسول الله )
فتمت المبايعة للحسن بن علي بن أبي طالب في العراق 
وفي الشام تمت المبايعة لمعاوية بن أبي سفيان وتقدم كل منهما بجيشه لمحاربة الآخر .. وسعى الناس للصلح بينهما فتم الصلح وتنازل الحسن عن الخلافة في ربيع الأول عام 41هــ وسمي عام الجماعة)
 وتولى إمارة مكة في عهد معاوية
أخوه : عتبة بن أبي سفيان
أحمد بن خالد بن هشام المخزومي
مروان بن الحكم
سعيد بن العاص
عمرو بن سعيد بن العاص
عبد الله بن خالد بن أسيد
 ( توفي معاوية عام 60هــ وتولى مكانه ابنه يزيد .. انتقل الحسين من المدينة إلي مكة رافضا البيعة ليزيد وتوافدت إليه رسل أعيان من العراق يطلبون منه الحضور للعراق لمبايعته وقد أشار عليه العباس وغيره بعدم الذهاب ولكن ما شاء الله فعل ..
وفي 10 محرم من عام 61هــ قتل الحسين ومن معه في كربلاء)
 وفي عهد يزيد تولى مكة
في 60هــ عمرو بن العاص
وفي 61هــ الحارث بن خالد بن العاص المخزومي
وفي عامي 62 و 63هــ الوليد بن عقبة بن أبي سفيان

(3)
 قام في مكة المكرمة عبد الله بن الزبير داعيا لنفسه بالخلافة
فأرسل يزيد بن معاوية إلى مكة حملة تأديبية لابن الزبير لخروجه عليه ..
واستطاع ابن الزبير أن يقضى عليها .. وكان من قوادها أخاه عمر بن الزبير الذي تم أسره
وفي المحرم 64هـ وصلت قوات يزيد بن معاوية إلى مكة بقيادة الحصين بن نمير وتم رمي مكة بالمنجنيق فاضرت ببعض أركان الكعبة واحترقت بعض أستارها وسقفها .. وفي هذه الأثناء توفي يزيد بن معاوية فتوقفت الحرب وطلب الحصين من الزبير أن يرافقه للشام ليحصل على البيعة ولم يثق الزبير به فرجع الحصين وجنده للشام .
(تولى الخلافة معاوية بن يزيد في ربيع عام 64هــ ولم يستمر إلا مدة يسيرة وتنازل عن الحكم )
 استتب الأمر لابن الزبير بمكة وما والاها وأصبحت مكة عاصمة الخلافة
( رغب مروان بن الحكم بمبايعة الزبير وأخذ الأمان لبني أمية وفي الطريق أثناه عن ذلك بعض بني أمية .. فتمت البيعة في الشام فقط لمروان بن الحكم في 3 القعدة عام 64هـ)
( واستطاع مروان استعادة مصر والعقبة ثم أكمل ابنه عبد الملك على العراق بعد أن قامت بين الزبير وأهل العراق معارك أضعفتهما)
وانبرى جيش عبد الملك بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي إلى مكة المكرمة لقتال الزبير فيها عام 72هـ ومع دخول عام 73هـ قام جيش الحجاج بضرب مكة بالمنجنيق وهدمت أجزاء من الكعبة المشرفة وأطبقت جيوش الحجاج من كل جانب وبدأ بعض من يوالي الزبير بالانسحاب وطلب الأمان من الحجاج ولم يفت هذا بعضد عبد الله بن الزبير ولكن أصابته طوبة في وجهه سقط بسببها مغشيا عليه فقتل ..
قام الحجاج بأخذ البيعة من أهل مكة لعبد الملك بل وأصطحب الكثير من الصحابة والتابعين إلى الشام للمبايعة هناك ..
وهكذا سقطت خلافة الزبير بمكة بعد أن استمرت لمدة عشرة سنوات..
 وفي عهد عبد الملك بن مروان تولى الحكم بمكة
ابنه : سلمه بن عبد الملك بن مروان
الحجاج بن يوسف الثقفي
الحارث بن خالد المخزومي
خالد بن عبد الله القسري
عبد الله بن سفيان المخزومي
عبد العزيز بن عبد الله بن خالد
نافع بن علقمة الكناني
يحيى بن الحكم
هشام المخزومي
أبان بن عثمان بن عفان
 وولى مكة في عهد الوليد بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز ( لاحقا الخليفة الزاهد وأعدل الخلفاء بعد الراشدين)
وكانت مكة في عهد عمر ملجأ للعراقيين من بطش الحجاج فكتب عمر بن عبد العزيز إلى الوليد يطلب رفع تعسف الحجاج عن الناس بالعراق فكتب الوليد بذلك للحجاج فقال إن قبولهم بمكة فيه منفعة للعصيان .. واقترح أن يولي عليها خالد القسري ..
 اقتنع الوليد برأي الحجاج فعزل عمر بن عبد العزيز وأعاد خالد القسري إليها وذلك في شعبان عام 93هـ ..
وطلب خالد القسري بسب علي من على المنابر ولكن الخطباء سبوه هو ..
وأمر بإخراج أهل العراق كرها من مكة وحذر ممن يؤويهم أو يجيرهم وأستمر حتى عام 96هـ
 وفي عام 96هـ وفي عهد خلافة سليمان بن عبد الملك
تولى مكة طلحة بن داود الحضرمي
ثم عبد العزيز بن عبد الله بن خالد للمرة الثانية
واستمر حتى نهاية خلافة عمر بن عبد العزيز علي بعض الأقوال وهناك من يقول أنه 
تولاها في خلافة عمر بن عبد العزيز ثم تولاها :
محمد بن طلحة
عروة بن عياض
عبد الله بن قيس
وعثمان بن عبيد الله بن قيس
 وفي عهد يزيد بن عبد الملك بن مروان
عبد العزيز بن عبد الله بن خالد (الذي سبق ذكره)
عبد الرحمن بن الضحاك ( بحيث ضموا له مكة مع المدينة) وذلك عام 103هـ
ولكن تم عزل الضحاك عنهما في منتصف ربيع الأول عام 104هـ ..
فتولاها عبد الواحد بن زياد النصري
 وفي خلافة هشام بن عبد الملك
استمر عبد الواحد
ثم ابراهيم بن هشام المخزومي .. وكان معتد كثيرا بنفسه
محمد بن هشام
نافع بن علقمة الكناني
 وفي خلافة الوليد بن يزيد
تولاها يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي (وهو خال الوليد بن يزيد) قام يوسف الثقفي حسب طلب الوليد بن يزيد بالقبض على ولاة مكة السابقين ابراهيم بن هشام وأخيه محمد بن هشام وبعثهما للخليفة الذي أمر بجلدهما لأشياء بلغته عنهما ثم بعثهما إلى الكوفة وأضاف إليهما خالد القسري حيث سجنوا وعذبوا وماتوا جميعا في يوم واحد في عام 126هـ
وفي خلافة يزيد بن الوليد تولاها :
عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك .. وفي عهده هاجم مكة أبو حمزة الخارجي في الحجة لعام 129هـ وكان معه جيش كبير فهرب عبد الواحد في يوم عيد الأضحى إلى المدينة وتركها لأبي حمزة يعبث بها ويستولي عليها ..
(أبو حمزة الخارجي رجل من الشيعة اسمه المختار بن عوف وكان يصاحب الحاج في المواسم داعيا الخروج على الأمويين ..والتقى بمكة عبد الله بن يحي الكندي الذي كان يدعو لنفسه فبايعه وسافرا معا إلى اليمن حيث ثارا على الأمويين في كل من صنعاء وحضرموت واستوليا عليها وتولى الكندي الحكم فيها)
ثم في موسم هذا العام 129هـ زحف ابو حمزة على مكة واستولى عليها ثم زحف إلى المدينة فخرج عليه عبد الواحد في وادي القرى وهزمه وقتله .. وقيل بل أن ابو حمزة بعد الهزيمة هرب إلى مكة وفيها قتل ..
(في عام 132هـ سقطت دولة بني أمية )

(4)
 (العلويين والخلافة .. كان من أهم المناوئين للأمويين هم العلويين وكان القائم بها محمد بن الحنفية من أبناء الخليفة الراشد علي بن أبي طالب وأمه من بني حنيفة وعندما أحس ابن الحنفية بدنو أجله كان بقربه محمد بن علي بن عبد الله العباس فتنازل له بالخلافة .. وبذا تحول الأمر من العلويين إلى بني عمهم العباسيين ففي عام 128هـ كانت الدعوة العباسية قد انتشرت والتف حولها كثير من الناس ..وبدأت الدعوة من خرسان بقيادة أبو مسلم الخرساني وانتهت بفتح دمشق عام 132هـ وكان أبو العباس السفاح اول خلفاء بني العباس)
 في مكة المكرمة كان أخو السفاح أبو جعفر المنصور يأخذ البيعة من الناس ثم في المدينة ..
(في مكة ظهر النفس الزكية وهو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهو عالم ورع وامتنع أن يعطي البيعة واختفى عنهم)
وفي عهد السفاح تولى مكة
داود بن علي بن عبد الله بن العباس عام 132هـ وهو ابن عم السفاح
وأضاف إليه المدينة واليمن واليمامة بنجد ..
ثم عزل السفاح داود وولى مكانه خاله زياد بن عبد الله الحارثي ما عدى اليمامة
وفي عام 136هـ ولى مكانه العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس
كما تولاها عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
وفي عام 137هـ وفي خلافة ابو جعفر المنصور تولاها
العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس
ثم زياد بن عبد الله الحارثي
وفي عام 141هـ تولى مكة الهيثم بن معاوية
وعام 143هـ السري بن عبد الله بن الحارث بن العباس
( رأى المنصور أن يتعامل بقوة مع العلويين المناوئين له وأنتدب رباح بن عثمان للمدينة فأشتط في معاملة العلويين وزج بعدد كبير منهم في السجون وتعقب النفس الزكية ولكنه اختفى في المدينة أما أخوه إبراهيم فقد فر إلى البصرة يدعو لأخيه هناك .. فقبض الوالي رباح على والدهما وسجنه حتى يدل عليهما ) 
وتم من البصرة إعلان الثورة على بني العباس وانضم من بالمدينة مع هذه الثورة فتم طرد والي المدينة واتجه الثوار إلي مكة عام 145هـ وطرد أيضا واليها السري
وتولى على مكة الحسن بن معاوية أو هو جرير بن معاوية وهو والد النفس الزكية
وانتقلت الثورة إلى اليمن .. 
وصلت قوات المنصور إلى المدينة واحتلتها وتم قتل النفس الزكية في 14 رمضان عام 145هـ ثم انتقل الجيش إلى مكة والتي تفرق العلويين منها وتركوها ..
( وصل جيش آخر للبصرة وقضى على ثورة إبراهيم فيها وفي جميع المناطق الأخرى)
 عاد لمكة واليها السابق السري بن عبد الله
وفي عام 146هـ تولاها عبد الصمد بن عبد الله عم المنصور
وحتى عام 157هـ وفي عهده تم دفن الشاعر سديف بن ميمون حيا لأنه لازال يشيد بالعلويين 
 وفي عام 158هـ تولى مكة محمد بن إبراهيم ..
(وفي هذا العام توفي أبو جعفر المنصور)
وفي خلافة المهدي ..
ولي مكة إبراهيم بن يحيى 
وفي عام 161هـ جعفر بن سليمان
وفي عام 166هـ عاد إليها محمد بن إبراهيم
وفي خلافة الهادي 
تولى مكة عبيد الله بن قثم بين 166 و167هـ
وللعلم جميع هؤلاء الولاة العباسيين من أبناء العباس ماعدا واحد أو اثنان منهم وبعضهم يضم إليه الطائف و المدينة ..
 (ثورة العلويين الثانية .. في عام 169هـ بزعامة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .. وكان الحسين لا يملك ما يلبس سوى فروة ليس تحتها إلا قميص .. فقد سبق وأن أعطاه المهدي أربعمائة ألف دينار ففرقها في بغداد والكوفة.. هذا واستولى الحسين في المدينة المنورة على الأمارة بعد طرد أميرها وقام بإطلاق جميع المساجين من المعتقلين .. وأعلنوا أن أي عبد يأتيهم فهو حر)
قصد الحسين بن علي بعد ذلك مكة المكرمة ولكن قابلهم جيش العباسيين بوادي فخ (الشهداء وهو حاليا حي من أحياء مكة) ودارت معركة شديدة مات فيها الحسين وهو محرم وقتل معه أكثر من مائة من أهله وأصحابه وهي فاجعة كبيرة ..
( ونجا رجلان هما يحيى بن عبد الله و أخوه إدريس وهربا إلى الخارج الأول إلى بلاد الديلم فالتف حوله المؤيدون ودعوا إلى خلافته واستطاع تكوين قوة جعلت الرشيد يبعث له بقوة مكونة من خمسين ألف مقاتل حتي قضي عليه .. أما إدريس فقد مضى إلى المغرب وألتف حوله البربر وكون فيها دولة الأدارسة)

(5)
 عاد العباسيين لمكة بانتصار جيشهم معركة وادي فخ 
فتولاها محمد بن عبد الرحمن السفياني واستمر حتى خلافة الرشيد ثم تعاقب عليها في خلافة الرشيد :
أحمد بن إسماعيل 
حماد البربري
سليمان بن جعفر
العباس بن محمد بن إبراهيم
عبد الله بن قثم
علي بن موسى
الفضل بن العباس
محمد بن عبد الله
موسى بن عيسى
وقعة الأحباش في عام 173هـ أو هي 183هـ هاجم فريق من الأحباش مدينة جدة ففر أهل جدة يستنجدون بأهل مكة والذين نفروا لمساعدتهم ولما أحس الأحباش بالهزيمة فروا بمراكبهم إلى داخل البحر فقام والي مكة بتكوين قوة لطرد الأحباش بعيدا عن جدة 
 وفي عهد الأمين تولى مكة داود بن عيسى وقام بتولية ابنه سليمان على المدينة
طلب الأمين من داود أخذ العهد الذي أودعه الرشيد الكعبة كميثاق لولاية العهد ..
غضب داود ونادى المؤذن الصلاة جامعة فأجتمع أهل مكة والحُجاج فخطب فيهم وأبان لهم غاية الأمين نكث العهد وقال اشهدوا بأني خلعته فبايعوني للمأمون فوافقوه على خلعه وكذلك البيعة للمأمون ..
عندما انتصر المأمون على أخيه الأمين أقره على حكم مكة والمدينة حتى أواخر عام 199هـ
ثورة العلويين الثالثة بقيادة الأفطس : لم تكن هذه الثورة مصدرها مكة ولكنها استقلت بأمرها.. فقد خرج السري بن منصور الشيباني على المأمون في العراق يدعو للعلويين وما كاد ينتصر على العباسيين في بعض المواقع حتى أرسل ببعض جيشه إلى مكة عام 199هـ تحت قيادة الحسين بن الحسن وهو معروف بالأفطس وعند اقترابه من مكة قام داود بن عيسى بإخلاء مكة وقال لا استحل القتال فيها ..
دخل مكة الأفطس وكان الناس مساء يوم التروية ووقف بها ليلا ثم أكمل مع الحجاج حجه وبعد الحج انتقل إلى جدة وأحتلها وسطا على أموال أهلها ..
ولما أهل عام 200هـ كسا الكعبة بعد أن جرد ما في الكعبة من أموال قام بتوزيعها على الجيش .. أحس الأفطس بعد مقتل صاحب الدعوة بالعراق وانصراف الناس عنه لقسوته .. فعمد إلى رجل من العلويين هو محمد بن جعفر الصادق وسأله أن يبايع الناس باسمه واستعان بولده للموافقة حتى قبل ذلك ..
 ثورة الديباجة في مكة
كان محمد بن جعفر الصادق شيخا من شيوخ ال أبي طالب وكان يلقبونه بالديباجة لجمال وجهه وقبل البيعة مكرها في ربيع الأول عام 200هـ ..
وبقى شهورا والأمر بيد ابنه علي والأفطس ..
أرسل المأمون جيشا كبيرا وقامت معارك شديدة حتى تم إجلاء الثوار من مكة
في جمادى الآخرة 200هـ ..
فر محمد الديباجة إلى منازل جهينة في شمال ينبع وكون جيشا لمهاجمة المدينة فلم يظفر بشيء .. فعاد إلى مكة يطلب الأمان..
(وهناك من يستغرب خروج العلويين على المأمون وهو أميل الناس إليهم )
 وتولى مكة بعد هذه الأحداث عيسى بن يزيد الجلودي وهو قائد الجيش المنتصر على الديباجة
ثم تولاها يزيد بن حنظلة المخزومي
 ثورة العلويين الرابعة
هاجم مكة عام 202هـ علوي جديد قادم من اليمن هو إبراهيم بن موسى الكاظم وهو أخ لعلي الرضا وعلي هذا ولاه المأمون ولاية العهد من بعده ..
احتل مكة وقتل عاملها وأوقع بأنصار العباسيين ولكن سرعان ما تم إجلائه من قبل العباسيين عنها وهناك من ينفي هذه الثورة بحيث أن إبراهيم كان أميرا لمكة والحج في ذلك العام وإنما ما قام به هو ضد ثورة إبراهيم بن المهدي على المأمون في بغداد
وتولى مكة للمأمون :
هارون بن المسيب
حمدون بن علي بن عيسى
صالح بن العباس
سليمان بن عبد الله
محمد بن سليمان
والحسن بن سهل
محمد بن هارون
عبيد الله بن الحسن .. واستمر واليا على مكة حتى وفاة المأمون عام 218هـ
(وأكثرهم من العلويين .. ربما لأنهم ليسوا ضده وليرضيهم )
 وتولى مكة في خلافة المعتصم
صالح بن العباس
اشتاس التركي عام 226هـ وهو أول تركي يتولى مكة ( وهناك من يعتقد أنها فخرية فقط وهناك من يتولاها بالنيابة عنه )
( المعتصم أول خليفة عربي اعتمد على الأتراك واعتنى باقتنائهم وشرائهم من سمرقند وفرغانه وغيرها ..وأسند لهم بعض المناصب فقد كانت أمه تركية )
وكان نائبا عن اشتاس : محمد بن داود بن عيسى واستمر حتى وفاة المعتصم في 227هـ وربما حتى نهاية خلافة الواثق
في عام 230هـ أغار بنو سليم على بعض مدن الحجاز وعاثوا فيها فسادا ونهبوا الأسواق وقطعوا الطريق فأرسل الواثق جيشا بقيادة أحد قواده من الأتراك وهو بغا الكبير .. فقتل منهم نحو خمسين رجلا وأسر حوالي ألف رجل وسجنهم بالمدينة ..
وربما للفاقة التي ألمت بالعربان دور في ذلك بل واستمراره..
ويعتبر نهاية عهد الواثق العباسي عام 232 هـ نقطة تحول في تاريخ بني العباس
من العصر الأول الذهبي إلى العصر الثاني عصر الانقسام والفتن ..

(6)
نبدأ بالعصر العباسي الثاني كما يراه المؤرخون وذلك لزيادة نفوذ الأتراك وضعف الدولة 
 وكانت ولاية مكة بعد خلافة الواثق :
علي بن عيسى بن جعفر العباسي عام 232هـ
عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى العباسي عام 242هـ
محمد بن سليمان بن عبد الله الزينبي 245هـ
وتولى مكة في عهد الخليفة المتوكل ابنه المنتصر .. ربما ولاية شرفية
فقد كان ينوب عنه قائده ايتاخ الخوزي
ولما قتل المتوكل عام 247هـ أعاد الخليفة المستعين بالله
إلى أمارة مكة : 
عبد الصمد بن موسى العباسي عام 249هـ
وفي عام 250هـ عزله 
وولى مكانه جعفر بن الفضل العباسي
الثورة الخامسة للعلويين .. بقيادة اسماعيل بن يوسف من أحفاد الحسن بن علي
قام على أمير مكة جعفر بن الفضل عام 251هـ وفر جعفر مهزوما واستولى اسماعيل على خزائن الكعبة وبعد أن وطد حكمه لمكة زحف نحو المدينة فهرب منها عاملها
وعندما عاد لمكة حاصر أهلها فارتفعت الأسعار ارتفاعا فاحشا ومات بسببه كثير من الناس..
ثم انتقل إلى جدة فاحتلها واغتصب أموال تجارها وأصحاب المراكب ثم عاد لمكة والناس بعرفة فأفسد فيها وقتل من الحجاج نحو الف ومائة حاج ونهب الناس فهرب
الحجاج ولم يبقى بعرفة سوى هو وجنوده ومن عرفة عاد إلى جدة ليعيث بها فسادا
وفي عام 252هـ مات اسماعيل بالجدري وماتت معه ثورته ..
وفي نفس العام 252هـ عقد المستعين لابنه العباس على مكة والمدينة والبصرة والكوفة وباشر العمل غيره 
ثم وليها بعده محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسن دون أن يباشرها
والمعتز ولى على مكة : عيسى بن محمد المخزومي
ثم أحمد بن المنصور العباسي ويعرف بكعب البقر
وفي عام 256هـ وفي عهد المهتدي تولاها علي بن الحسن الهاشمي
ثم تولاها الموفق وكان في حكم المبعدين منفيا من المهتدي
وفي خلافة المعتمد دعاه وأضاف إليه حكم الجهات الشرقية إلى جانب الحرمين
وتولى مكة نيابة عن الموفق: محمد بن المتوكل عام 257هـ
ثم إبراهيم بن محمد بن إسماعيل عام 259هـ
ثورة الزنج .. ثورة علوية سادسة
قام في العراق ثائر يدعى أنه علوي وهو : علي محمد بن أحمد واستطاع أن يحتل كثيرا من بلاد العباسيين وأن يعيث بها فسادا ..
واحتل مكة وولى عليها محمد بن عيسى بن محمد المخزومي ولكن جيش الموفق بقيادة محمد بن أبي الساج استطاع طرد علي من مكة
وعادت مكة إلى حكم العباسيين .. وعانت مكة كثيرا من ارتفاع الأسعار بسبب هذه الحرب ( ويقال بأن صاحب الزنج دعي وهو غير علوي وقام في جهات من العراق والبصرة والبحرين والأحساء فقد جمع العبيد إليه وأعلن تحريرهم وعقيدته من الخوارج واستمر بقيادة العبيد من عام 255 إلى عام 270هـ ولكن الموفق قضى عليهم)
وفي عام 269هـ أرسل أحمد بن طولون صاحب مصر إلى مكة قائدين من مصر ومعهما 2094 فارس لإجلاء العباسيين من مكة .. ووصلوا إليها في أواخر القعدة من نفس العام ( أحمد بن طولون أحد موالي الأتراك كان أبوه أرسله إلى البلاط العباسي كهدية فنشأ في بغداد في الوقت الذي ساد فيه الأتراك واستعان به أحد ولاة مصر ليقوم بعمله ثم استقل بولاية مصر عام 254هـ) 
قام جيش بن طولون بتوزيع الأموال في عامة الناس وكأنهم أرادوا الاستعانة بهم على والي مكة هارون بن محمد ..
في 3 من ذي الحجة عام 269هـ قامت معركة بين جيش بن طولون وأمير مكة وانتهت بهزيمة جيش بن طولون ..
وتولى حكم مكة في نفس العام محمد بن الساج
وفي عام 272هـ تولى الحكم يوسف بن الساج
وفي عهده انتدب أمير المدينة أحمد الطائي غلامه بدر لأمارة حجاج المدينة وحدث خلاف بين حاكم مكة يوسف الساج و بدر أدى لقتال بينهما على أبواب المسجد الحرام وتم أسر بدر فثار الحُجاج على يوسف وأسروه وساقوه إلى بغداد
فتولى مكانه أبو عيسى محمد بن يحيى
قام الخليفة المعتمد بانتداب أبا المغيرة ليقصي أبو عيسى ويتولى مكانه
وهذا ما تم فعلا بعد مقتل أبو عيسى
ثورة العلويين السابعة
استغل محمد بن سليمان وهو من أبناء العلويين انشغال العباسيين بالفتن فثار بمكة واستقل بأمارة مكة وذلك عام 301هـ ومن خطبة قالها في موسم الحج : الحمد لله الذي ابرز زهر الأيمان من أكمامه وكمل دعوة خير الرسل بأسباطه لا بني أعمامه .
ولعل مدة حكمه قصيرة فلم يؤرخ لها كثيرا ..
وفي عهد المعتضد والمكتفي والمقتدر لا توجد معلومات عن الولاة 
وفي عهد القاهر لم يعرف سوى:
الوالي عج بن حاج .. من موالي الأتراك
مؤنس الخادم .. وهو أيضا من الأتراك وقائد جيش
ابن ملاحظ
ابن مخلب ( ابن محارب ) والذي كان واليا على مكة عام317هـ

(7)
القرامطة في مكة المكرمة
كان للضعف الذي أصاب الدولة العباسية واعتمادهم على مواليهم الأتراك وغيرهم الأثر في قيام الثورات والفتن في البلاد العباسية ومن هذه قيام القرامطة في العراق والشام والبحرين والقطيف واليمن ..
فقد سار إلى مكة أبو طاهر القرمطي بجيشه لانتزاعها من العباسيين ووصل إليها في 7 من ذي الحجة عام 317هـ فخرج إليه أمير مكة ابن محارب ومعه أشراف مكة من
أن يأمنوا على أموالهم فلم يسمع لهم فقاوموه فهزمهم ووضع سيفه في الطائفين والمصلين بل وفي أنحاء مكة وظل يقتل حتى بلغ عدد القتلى ما يزيد على ثلاثين الف رجل
منهم أمير مكة ابن محارب وعلمائها وقضاتها وتم دفن القتلي في بئر زمزم وفي الحرم بغير غسل ولا تكفين ولا صلاة ونهب جيشه أموال الحجاج وأهل مكة ..
ودخل أبو طاهر على فرسه إلى صحن الحرم وترك الفرس تبول و تروث فيه ثم وقف على باب الكعبة قائلا :
أنا بالله وبالله أنا .....يخلق الخلق وأفنيهم أنا
وأقام بمكة أحد عشر يوما وفي 14 الحجة قلع الحجر الأسود وأخذه معه إلى بلاده هجر وبقي لديهم اثنين وعشرين سنه ..
( ومادمنا نتكلم عن القرامطة أن نتطرق لبعض معتقداتهم فصلاتهم أربع ركعات .. ركعتين قبل طلوع الشمس وركعتين قبل غروبها ويقرون بالأنبياء ومنهم نبينا محمد وأن محمد بن الحنفية نبي بعده وأن القبلة إلى بيت المقدس وأن الصيام يومان في السنة والنبيذ حرام والخمر حلال والوضوء يكفي للغسل ويكفرون كل من خالفهم)
وكتب أبو طاهر القرمطي إلى الخليفة الفاطمي بالمغرب بما فعله بالمسجد الحرام فلامه على ذلك وهذا يدل أن هناك علاقة بين القرامطة والشيعة الفاطميين
وظل سبيل الحج مقطوعا بسبب القرامطة حتى كتب أبو علي عمر بن يحيى نقيب العلويين بالكوفة عام 327هـ إلى أبي طاهر أن يطلق سبيل الحج وعليه أن يأخذ مكس من الحجاج فوافق أبو طاهر على ذلك..
الأخشيد بمكة 
( التحق محمد الإخشيدي بخدمة ابن بسطام عامل بلاد الشام ثم حارب تحت قيادة تكين في مصر ضد الفاطميين بالمغرب ثم ولاه تكين على الإسكندرية ثم تولى حكم مصر بمقابل مالي يدفع لبغداد وامتد نفوذه إلى الشام وإلى بلاد الحرمين ..
وتم للأخشيد حكم مكة عام 331هـ بإقرار من الخليفة المتقي بالله وعقد على ذلك لولديه أبي القاسم وأبي الحسن من بعده على أن يكفلهما خادمه كافور
لم أعرف حكام لمكة للأخشيد سوى أبا جعفر محمد بن حسن العباسي في عام 338هـ
فكرت بغداد في استعادة حكمها على مكة فندبت رجلين من العلويين هما أبو الحسن محمد بن عبد الله وأبو عبد الله أحمد بن عمر بن يحيى ليقودا حج العراق ويستخلصا مكة وزودتهما بالجند والسلاح وذلك عام 342هـ وجرى قتال شديد انتصر فيه الإخشيد
ثم كررت المحاولة في العام التالي وأيضا كان الظفر للإخشيد وفي نهاية 344هـ استقرت الأحوال بعد أن عانت مكة من كثرة وشدة تلك الحروب
وكان بنو العباس يندبون بعض العلويين لأمارة الحج سنويا
ومن أشهر من ندب لذلك نقيب الطالبيين أبو احمد الموسوي وهو والد الشريف الرضي
واستمر على ذلك عدة سنوات
وشعر الإخشيد أن الدعاء لهم على منابر الحرمين أكسب دولتهم من الجلال الديني ما يسمو بشأنهم فبروا رجال الحرمين بأعطياتهم وعنوا بكثير من الإصلاحات بمكة والمدينة ..
و بالرغم من توطيد حكم الإخشيد بمكة فقد حدث في عام 356هـ أن ثار بنو سليم عليهم ونهبوا الحجاج المصريين بعد أن قتلوا أميرهم ..
في عام 358هـ هاجم المعز الخليفة الفاطمي مصر بقيادة جوهر الصقلي واحتل الإسكندرية ومضى في فتوحاته حتى الفسطاط وأزال حكم الإخشيد
وأسس جوهر مدينة القاهرة .. ثم تم تأسيس جامعة الأزهر
وامتدت فتوحاتهم إلى الشام
وفي هذا العام 358هـ أسست حكومة الطبقة الأولى من الأشراف بمكة المكرمة

8
الأشراف وحكم الحجاز
لقب الشريف أطلق في الأصل من الفاطميين على حكام مكة من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب وفي نفس الوقت أطلقوا لقب السيد على أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب. وأعتقد أن اللقب توسع ليشمل كل أبناء علي كرم الله وجهه وأبناء عمومتهم
وأول من تولى الحكم منهم:
جعفر بن محمد من أحفاد موسى الجون 
الذي انتهز قرب سقوط دولة الإخشيد على يد الدولة الفاطمية فثار علي الإخشيد وأستقل بحكم مكة في عام 358هـ ويعتبر بذلك مؤسس حكم الطبقة الأولى من الأشراف ويسمونهم الموسويين..
هادن جعفر الدولة الفاطمية وزاد في الأذان ( حي على خير العمل ) ويدعو في منبر الحرم للخليفة الفاطمي ..
وبدأ النزاع بين العباسيين والفاطميين على الدعاء من على منبر مكة ..
واستمر حكم جعفر وأبنائه حتى عام 453هـ حيث توفي شكر بن أبي الفتوح بن جعفر ولم يخلف ..
فتولى الحكم من الطبقة الثانية من الأشراف : السليمانيون 
ولكن لم يستمروا بالحكم كثيرا فبعد عامين فقط استولى على مكة صاحب اليمن علي محمد الصليحي..
وعاد الصليحي إلى اليمن بعد أن أختار لحكمها محمد بن جعفر بن محمد ويمثل الطبقة الثالثة من الحكم
واستمر بالدعاء للفاطميين وفي عهد خلفائه مرة للفاطميين وأخرى للعباسيين
وبدأ نفوذ الدولة الزنكية بالشام في عهد عيسى بن فليته حفيد جعفر .. وأخذ يدعو للدولة الزنكية مع الفاطمية وذلك عام 557هـ 
ولكن صلاح الدين الأيوبي عام 567هـ طلب أن يكون الدعاء للدولة العباسية وبعد أن وطد حكمه طلب أن يضاف اسمه معهم 
ولما مات عيسى عام 570هـ عهد بالإمارة لابنه داود فتمت مهاجمته من العباسيين واجلوه من مكة ثم نفس الشيء مع أخيه مكثر 
وضموا أمارة مكة إلي أمير المدينة إلا أنهم أعادوا داود للأمارة ثم عزلوه وأتوا بمكثر وهكذا حتى عام 597هـ..
حيث استولى على الحكم قتادة بن إدريس وهو يمثل الطبقة الرابعة من الأشراف
وقتادة وقومه ظواعن بادية .. جمع قومه ومضى إلى ينبع فاحتلها بعد أن أجلى أمراءها من بني عمومته ..
ثم سار إلى مكة واستخلصها لنفسه بعد أن أجلى عنها مكثر عام 597هـ .. وتوسع في حكمه ليشمل المدينة والطائف
وبعد وفاة قتادة تولى الحكم ابنه حسن إلا أن أخاه راجح وبمساعدة صاحب اليمن الملك المسعود طرد أخيه حسن وأصبح الحكم بيد المسعود عام 620هـ حتى وفاته عام 626هـ وبوفاته اضطربت الأحوال بمكة فأصبحت عرضة للحروب بين اليمن ممثلة بابن رسول الذي أعلن نفسه ملكا عليها والدولة الأيوبية حتى عام 647هـ
وفي ذلك العام أنطلق من ينبع الحسن بن علي بن قتاده واستولى على مكة وساعده ابنه أبو نمي ..










(9)
(في عام 648هـ سقطت دولة الأيوبين على يد المماليك)
(وفي عام 655هـ سقطت الدولة العباسية على يد التتار)
هذا وفي عام 651هـ هاجم مكة الشريف جماز بن الحسن بن قتاده واستولى على الحكم 
إلا أن الشريف راجح الحاكم السابق هجم على مكة واستعاد الحكم منه
وفي عام 652هـ قام غانم بن راجح بانتزاع الحكم من أبيه 
وبعد أشهر قام عليه من بني عمومته إدريس وأبو نمي وتوليا الحكم إلا أن ملك اليمن بن رسول حاربهما واستولى على الحكم ثم كرا عليه واستوليا على الحكم ثم انفرد أبو نمي بالحكم
والدعاء بالحرم أصبح مرة لبني رسول باليمن وأخرى للمماليك بمصر
( في عام 688هـ في عهد أبو نمي وقف الناس في عرفة يومي الجمعة والسبت لاختلاف الرؤية بين شيخ الحجاز الطبري وأمير الركب الشامي ..وهذا قد تكرر في السابق لأن كل ركب يعتمد على شيخه)
توفي أبو نمي عام 701هـ وقد خلف ثلاثين ولدا ..
وقد تنازع أبنائه على الأمارة وهم : رميثه وحميضه وعطيفه وأبو الغيث ومن نتائج النزاع قتل أبا الغيث .. ألتجأ حميضة للتتار واستعان بجيش منهم استعاد به الحكم ودعا للتتار .. 
أعان المماليك عطيفة فاستعاد الحكم عام 718هـ بعد أن قتل أخاه حميضة
( في عام 720هـ أحيأ الحجاج سنة كانت متروكة وهي يوم التروية حيث يصلي الناس بمنى خمسة فروض قبل الوقوف بعرفة)
وفي عام 730هـ استطاع رميثه أن يستولي على الحكم
( في هذا العام 730هـ وصل مع الحج العراقي فيل وقف معهم في جميع مواقف الحج ولكنه مات قبل بلوغ المدينة )
في عام 743هـ مات عطيفة في مصر وبذا بقي رميثة بدون منازع من إخوته .. وأخيرا تنازل بالحكم لابنه عجلان عام 746هـ
عجلان بن رميثه وإخوانه
شعر عجلان أن أخويه سند ومغامس يتطلعان إلى مشاركته في الحكم فأبعدهما إلى وادي نخلة ثم الحق بهما أخاه الثالث ثقبه.. فأتى إليه كتاب من سلطان المماليك الكامل يخبره بأن إخوانه وصلوا لمصر وتم القبض عليهم ..
وفي العام التالي 747هـ أطلق المماليك إخوة عجلان وطلبوا منه أن يشاركوه الحكم
استطاع أخوة عجلان أن يجلوه إلى مصر ولكنه يعود عام 750هـ ويجليهم إلى اليمن
( في عام 751هـ وبمساعدة القوات المصرية تم القبض على ملك اليمن علي بن المؤيد وأرسل إلى مصر فأعيد إلى بلده ولكن عن طريق الحجاز فقبض عليه بينبع ونفي إلي سوريا ثم أعيد إلى بلاده)
واستمر النزاع بين عجلان وأخيه ثقبه مرة ينتصر ثقبة ومرة ينتصر عجلان
وتم القبض على ثقبة وسجن بمصر وأطلق سراحه فعاد للحجاز ولم يكف عن مناوئة
عجلان فطلب سلطان مصر منهما الحضور فرفضا ذلك فعزلهما ..وتم القبض عليهما وسجنهما بمصر فتم تولية أخيهما سند مع ابن عمه محمد بن عطيفه على مكة .

(10)
ذكرنا أن السلطان في مصر قبض على عجلان وثقبة وسجنهما بمصر وقام بتعيين : سند وابن عمه محمد بن عطيفة مكانهما .. بذا تكون البلاد منذ هذا التاريخ 760هـ محتله احتلالا عسكريا وتابعة للمماليك مباشرة 
قام الأشراف بالثورة على الجنود التابعين للمماليك وطردوهم وأسروا بعضهم وباعوهم 
في الأسواق .. فأمر الملك الصالح بتجهيز قوة لاستئصال الأشراف ولم يتم ذلك لأن المماليك ثاروا عليه وسجنوه ..
عاد عجلان وأخيه من مصر ومعهم قوة استطاعا أن يستردا الحكم وتوفي ثقبة فأصبح عجلان حاكما لوحده 
توفي عجلان عام 777هـ وتولى مكانه ابنه أحمد
واستمرت علاقته الطيبة بالمماليك الأتراك بمصر والدعاء لهم وعند سقوطهم وقيام المماليك الشراكسه مكانهم أرسل لهم مهنئا ومؤيدا ..
في 788هـ توفي أحمد بن عجلان وتولى الإمارة ابنه محمد وكان صغير السن
قام محمد بالقبض على بعض أهل بيته وأقاربه وسجنهم واستطاع ابن عمه عنان بن مغامس الفرار حتى وصل إلى مصر
مات محمد أثر طلق ناري في حفل المحمل المصري الذي دعي إليه ربما كان مقصودا
لأن عنان كان مرافقا للمحمل وأعلن نفسه أميرا بعد الحادث وهذا ما تم له..
وقامت معارك وثورات بين عنان وأنصاره وبين كبيش عم محمد والوصي عليه وأخوة محمد وعمومته فأصدر المماليك أمرا بتولية علي بن عجلان أخ المقتول
واستمر في الحكم إلا أنه حدثت خلافات مع جماعته الأشراف وقتل عام 797هـ
فقام بالحكم بعده أخوه محمد بن عجلان
وفي عهده صارت فوضى كبيره بالبلاد وتعرض الحجاج والسكان للبلاء
فتم تولية أخيه حسن مكانه..
تولى الحكم حسن بن عجلان
وكان حسن حازما وقويا وبدأ بتصحيح الأوضاع حتى مع أقاربه الأشراف وقضى على كثير منهم.. وكان قويا بحيث فكر في غزو اليمن ..واستطاع أن يساعد في طرد الثوار من المدينة المنورة
(ألغى بدع قيام المؤذنون بالتغني بالمدائح النبوية على المآذن والاحتفال بليالي ختم القرآن في رمضان وغيرها .. ثم أعيدت .. وألغيت ثم أعيدت)
في عام 818هـ استولى على مكة رميثة بن محمد بن عجلان بمساعدة المماليك بمصر وأجلى عمه حسن منها ..
ولكن استعاد حسن الحكم عام 819هـ بتأييد من المماليك ..
(توقفت قوافل الحجاج العراقيين إلى مكة لعدة سنوات بسبب دخول تيمورلنك بغداد )
في عام 820هـ حاول بعض الأشراف العصيان والولاية لبعض بني عمه ولكنه قضي عليهم وفي هذا العام وصل من مصر ابنه بركات وأشركه معه في الحكم ..
ثم تنازل بالحكم لأبنيه بركات وإبراهيم .. 
وحاول إبراهيم طرد أخيه فتم عزله ..
قام المماليك بتعيين علي بن عنان بن رميثة عام 827هـ وسلم بذلك حسن دون اعتراض.. وغادر إلى مصر .. ولكنه عاد وابنه بركات للحكم عام 828هـ وتوفي عام 829هـ ..
تولى الأمارة بركات وجعل أخيه إبراهيم نائبا له ..
( في هذا العام بدأت تصل مكة مراكب الحجاج الهنود وبكثرة )
(وأبطل بركات تقبيل خف جمل المحمل)
عام 845هـ تولى الحكم أخيه علي بن حسن بتعيين من المماليك فتوجه بركات لليمن ومنها عاد ليهاجم أخيه ولم ينجح ..
دب خلاف بين علي بن حسن وأخيه إبراهيم فقام قائد الجند المماليك بالقبض عليهما وعزلهما وساقوهما إلى مصر وتم تعيين أخاهما ابو القاسم بن حسن عام 846هـ ..


عدل سابقا من قبل تركي القريشي في السبت 15 أكتوبر 2022, 5:13 pm عدل 6 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsahahaleslameeh.yoo7.com
راجي عفو ربه
المشرف على المنتدى



عدد المساهمات : 1317
تاريخ التسجيل : 07/05/2016
العمر : 76

حكام مكة المكرمة - عبر العصور Empty
مُساهمةموضوع: حكام مكة المكرمة    حكام مكة المكرمة - عبر العصور Emptyالسبت 11 يونيو 2016, 6:33 pm

(11)

عاد بركات واستولى على الحكم وأيده المماليك عام 851هـ

بل وبالغوا في استقباله بمصر ..

واستمر حتى عام 859هـ حيث توفي ( وبعد الصلاة عليه طافوا به سبعا كما هي عادتهم)

أوصى بركات بالحكم من بعده لابنه محمد 

وكان محمد عالما ومشجعا للعلم والعدل .. يقضًا لأمور المسلمين واستمر في حكمه 43 عاما وقد أشرك ابنه بركات الثاني بالحكم وتوفي محمد في 903هـ

وحزن عليه أهل مكة كثيرا وله من الأولاد 16 ولدا غير الإناث

ومن أشهر أولاده بركات وأحمد جازان وهزاع وقايتباي وعلي وراجح ..

تولى الحكم بركات وأشرك معه أخاه هزاع وتم التأييد له من المماليك

أختلف هزاع مع أخيه فذهب لينبع وجمع جيشا ثم انضم مع الركب المصري عام 904هـ ضد أخيه بركات وقامت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها هزاع وفر بركات إلى جدة ثم تم الصلح بين الاخوين .. 

ولكن عام 907هـ قامت بينهما حرب وانهزم بركات

إلى الليث وفي نفس العام توفي هزاع

فاجتمع أهل الحل والعقد بمكة بحضور قاضي مكة بن ظهيره واتفقوا على تولية أحمد الجازاني وكتبوا بذلك إلى سلطان المماليك بمصر

وقام الشريف أحمد بجمع بعض الأموال ووزعها على العسكر لإرضائهم ثم انتقل لجدة مع بعض القوات وأوقع فيها السلب والنهب لأنهم لا يميلون إليه ..

وخلال أسبوعين من الحكم وصل أخيه بركات ومعه مرسوم تعيينه أميرا على مكة

واستلم الحكم وقرر أخذ مبالغ مضاعفة كقرض لمن تبرع لأخيه أحمد

وأنتقم بشدة من القاضي بن ظهيرة لترشيحه أخيه بالإمارة فقد صادر أملاكه وأملاك أولاده وبناته بل ونفاهم إلى إحدى الجزر ..

وبعد بضعة أشهر عاد أخوه أحمد الجازاني لحربه فهزمه .. ثم عاد وكر عليه ثانية

وكان بركات مريضا فخرج من مكة إلى طريق اليمن .. فدخلها أحمد منتصرا

وأعمل فيها سلبا ونهبا وانتقاما ممن وقف مع أخيه ..

ثم قامت بينهما بعض المعارك فأنتصر في الأولى ثم التف عليه بركات واحتل مكة

ثم لم يستطع أحمد جازان بهجومين مضادين أن يسترجع مكة ولكنه في الثالثة انتصر

وفي عام 909هـ مات أحمد مقتولا بالمطاف بإيعاز من أخيه حميضة 

وأعلن حميضة بن محمد بن بركات توليه الأمارة

ووافق السلطان الغوري ولكن أخوه بركات عاد على رأس جيش استطاع أن يجمعهم من بعض القبائل من بني عقبة وبني لام وغيرهم واستولى على الحكم بعد أن فر أخيه حميضة في 12 الحجة عام 909هـ وطلب بركات تأييد السلطان الغوري وسرعان ما وافق..

وفي عام 913هـ قام بركات بتأديب القبائل التي نهبت البيوت بمكة مع أخيه كما أحضر الخارجين الذين أخذوا أتاوات من الحجاج وقطع أعناقهم وأرسل بعضهم إلى مصر وأعدموا هناك..

وأوفد بركات في عام 915هـ هدايا نفيسة إلى السلطان الغوري وهي المرة الأولى

فقد كانت الهدايا هي التي تصل ولا يتم بعث الهدايا ..

في عام 918هـ دعا السلطان الغوري بركات لزيارة مصر ولكنه اعتذر لكبر سنه

وأرسل ابنه محمد أبا نمي وكان عمره ثمان سنوات مع قاضيي مكة وقوبلوا بحفاوة بالغة حتى أن السلطان الغوري قبل يد الصبي وكتب له مرسوما يحق له مشاركة أبيه بالحكم

( وفي هذا العهد بدأ هجوم البرتقال على الهند والبحر الأحمر فأرسل الغوري جيشا من الترك والمغاربة إلى جدة ليدافعوا عنها بقيادة حسين الكردي ..الذي بنى سورا حولها وأبراج للدفاع كما أرسل قوة بحرية إلى جزيرة كمران لتكون قاعدة حربية للدفاع عن

البلاد وكان من حرصه وجبروته أن بنى السور على أحد البنائين الذي تأخر في عمله)

وبذا أصبح حسين كردي أميرا على جدة وظل بها حتى نهاية عهد المماليك

حتى تم قتله غرقا في البحر من قبل العثمانيين

واستمر بركات في حكم مكة المكرمة بعدل وحكمة حتى عالم 923هـ حيث سقطت دولة المماليك واحتلت القوات العثمانية القاهرة..


(12)

كنا قد وقفنا في الحلقة السابقة عند سقوط دولة المماليك على يد الدولة العثمانية عام 923هـ ..

أرسل الشريف بركات حاكم مكة المكرمة ابنه أبا نمي إلى بلاط السلطان سليم الذي فرح به كثيرا واعترف لهم بالحكم على مكة وما حولها أي على الحجاز .. وذلك مقابل الاعتراف بالسيادة العثمانية ..

وكان البرتقاليون قد احتلوا جزيرة قمران وهي تابعة حاليا لليمن وقريبة من جزر فرسان السعودية وجعلوها مركزا للهجوم على موانئ البحر الأحمر ..

في عام 1524 ميلادية ( سوف نستخدم التاريخ الميلادي في هذا الجزء)

توفي الشريف بركات حاكم مكة فتولى الحكم الشريف محمد ابو نمي (ويعرف بأبي نمي الثاني)

خلفا لوالده بركات في نفس العام ..

في عام 1526م وصلت السفن التركية إلى جدة وكان وصولها سيئا فقد قام الجنود بسرقة الأسواق والأهالي ولم يستطع أبو نمي عمل شيء حتى غادروا بعد الحج إلى اليمن .. لم يكن أحد من الأتراك قد وطأ الجزيرة العربية من قبل ولكنها كانت دعوة من الشريف لهم بذلك فبدأت سفنهم بالوصول ..

وبعدها بسنوات وصل إلى جدة عن طريق البحر سليمان الخادم وكان حاكم القاهرة من قبل العثمانيين ..

ومن جدة أبحر إلى الهند وفي طريق العودة في عام 1539م وضع سليمان الخادم حاكما من قبله لجيزان وطرد حاكمها من قبل الشريف ..

وهذا يعتبر تدخل في سلطة الشريف .. بل وأثناء الحج عمل حركات استفزازية هو وجنوده غير مكترثين بقدسية المكان ثم غادر وجنوده إلى تركيا

أرسل الشريف أبو نمي ابنه أحمد إلى السلطان سليمان الأول في اسطنبول ووجد كل حفاوة وترحيب ..

وقد كانت تلك السنة أعظم سنة في الحكم العثماني فقد أمتد حكمهم من حدود الهند إلى جبل طارق ومن بودابست عاصمة المجر (هنغاريا) إلى نهر الفرات .. أصيب أحمد ومرافقيه بوباء عم اسطنبول ومات بعضهم وتوفي أحمد بعد ست سنوات من الإصابة .. واتجه الشريف بركات لأعمال الخير

عام 1541م تم طرد بعض السفن البرتقالية التي وصلت إلى ميناء جدة

عام 1551م تم إعادة بناء سقف الكعبة ..

عام 1555م وصل محمل من قبل مصطفى باشا نائب السلطان العثماني على اليمن

وفي عام 1557م قامت أخت السلطان العثماني بعملية إعادة إصلاح قنوات خط مياه زبيدة واستمر المكلف بهذه العملية عشر سنوات وتوفي ولم ينتهي إلا عام 1571م ..

وتم بعد ذلك إعادة ترميم الحرم..

بفضل حكم أبو نمي استعادت مكة رونقها وكذلك رخائها مما جعل سمعة الاشراف في مكة جليلة..

وفي عام 1575م هطلت أمطار غزيرة على مكة وأغرقت الحرم وبيوت مكة

عام 1584م توفي أبو نمي في نجد وقد حزن الناس عليه كثيرا وكان مشهد وصول جثمانه ودفنه مؤثر جدا .. وكان خليفته حسن في اليمن .. 

فعاد حسن مسرعا إلى مكة وتولى الحكم وكان عمره 59 سنه وكان مهابا وخاصة من البدو

وأوصى بالحكم من بعده لأبنه مسعود إلا أنه عزل من الحكم بواسطة أخيه ثقاب .. 

والغريب أنه بعد فترة وجيزة مات الأخوين مسعود وثقاب ..

وقام الأشراف بتثبيت ابنه ادريس في الحكم والملقب بأبي عون واختار أخيه فهيد شريكا في الحكم ثم عزل أخاه ونفاه إلى تركيا .. وتم اختيار محسن بن حسين بن حسن شريكا في الحكم

وفي عام 1624توفي ادريس فتولى الحكم محسن وبعد أربعة أعوام من توليته الحكم

وصل إلى جدة في طريقه إلى اليمن أحمد باشا الحاكم المعين من السلطان العثماني لليمن

ولكن إحدى سفن الباشا غرقت في بحر جده وبها أمتعته وحاجياته الشخصية ..

فطلب الباشا من الشريف محسن أن يبعث له غواصين لإخراج أمتعته من البحر ..

فأرسل الشريف مندوب عنه ومعه الغواصين .. واستمروا لمدة عشرة أيام وهم يبحثون عنها دون جدوى..

فشك الباشا بأن الشريف وراء عدم انتشال الأمتعة من البحر ..

وكان الشريف أحمد بن طالب ابن عم محسن قد وصل إلى جده وحرض الباشا عليه ..

فقام الباشا بإعدام حاكم جده ومندوب الشريف ..

ثم جهز الشريف طالب بالمال والرجال ليحل محل حاكم مكة ..

وفجأة مات الباشا ربما كان مسموما ..

وصل بن طالب إلى مكة ومعه الجنود الأتراك فهرب الشريف محسن إلى اليمن .. 

فالقى القبض على مفتي مكة عبد الرحمن المرشدي وأعدمه بحجج واهية ..

ومات الشريف محسن باليمن عام 1629م



(13)

في عام 1630م في طريقه إلى اليمن مر بجدة حاكم اليمن الجديد قانصو باشا وبعد أداء الحج كان الشريف أحمد بن طالب ووزيره ووزير ماليته ورئيس حرسه في وداع الباشا .. دخل الخيمة بعض جنود الباشا بإيعاز منه وقاموا بخنق الشريف بن طالب حتى الموت .. (ربما انتقاما لقتله مفتي مكة) .. وطلب الباشا ممن كان معه أن يعودوا إلى مكة ويبلغوا الناس بما شاهدوا .. وعادوا ليجدوا أن مسعود بن إدريس بن حسن قد تولى الحكم ..

وحدث في خلال هذه الفترة هطول أمطار غزيرة جدا أغرقت مكة والحرم

مات على إثرها حوالي 500 شخص كما انهارت جدران الكعبة ..

أرسل السلطان مراد الرابع المهندس رضوان أغا.. ليرمم الحرم .. وأثناء ذلك توفي الشريف مسعود فقام رضوان أغا باستلام الحكم باسم السلطان .. وحسب أمر السلطان قام بتسليم الحكم لعبد الله بن حسن بن محمد بن أبي نمي الذي توفي عام 1631م

وتم طلب عودة الشريف زيد بن محسن من اليمن ليتولى الحكم ..

فشل قانصو وجيشه في اليمن بعد أن عاثوا فيها فسادا وقرر العودة لتركيا عن طريق مصر .. وصل إثنان من قواده وهما محمود وعلي بك إلى القنفذة وابلغا الشريف بأنهما يرغبان الإقامة بمكة بضعة أيام قبل المغادرة إلى تركيا ولكن الشريف رفض استقبالهم فدخلوا إلى مكة عنوة

بعد معارك طاحنة .. هرب الشريف زيد إلى المدينة وبقيت مكة مفتوحة للغزاة وعملوا بها كل المنكرات والفضائع ولحق جدة بعض منها ..

قام الشريف زيد بتجميع الرجال والعتاد لطرد هؤلاء الغزاة من مكة المكرمة..

وقام الغزاة أثناء ذلك بتعيين نامي بن عبد المطلب حاكما من قبلهم على مكة ..

تقدم زيد بجيش من أهالي المدينة ومكة ومدعوما من مصر إلى مكة ..

فخرج الغزاة منها منسحبين إلى تربه ومعهم الشريف نامي وإخوانه ..

ودخل زيد إلى مكة وأخذ يوطد حكمه ويرتب أموره 

وكان حكم زيد قد بدأ في عام 1632م .. وأنشأ مجلسا حربيا وحملت القوات المكية البنادق وهو سلاح جديد على العرب آنذاك .. 

بعد توطيد حكمه هاجم زيد قوات الغزاة في تربة وتم استسلامهم ..

وتم تعذيب أحد قادتهم (محمود بك) قبل صلبه .. أما علي بك فقد سلم من القتل ..

لم يشا العلماء (القضاة) الحكم علي نمي وإخوانه فقام المجلس العسكري بقتلهم وتعليق رؤوسهم أمام الناس

وحصل زيد على دعم كبير من قبائل الجنوب .. (وهو من مواليد تلك المنطقة ) ..

استولى السلطان مراد على بغداد عام 1638م وطلب من الشريف زيد طرد الخراسانيين من مكة

ووافق زيد على طلبه مضطرا .. بل وقام السلطان بإرسال بشير أغا ليكون مندوبا له بصلاحيات فوق العادة في الحجاز وكذلك المفتش التركي مصطفى بك إلى جدة ليشرف على رسوم الميناء وباقي المدن وقد تأثر زيد من ذلك.. ومع وصول الأغا توفي السلطان مراد .. وتم تدبير قتل مصطفى بك أثناء عودته من الطائف إلى جدة للتخلص منه ..

وكان الشريف زيد أثناء ذلك في نجد بمنطقة الخرج ..

وتم قتل قاضي تركي بالمدينة المنورة وهو متجه للمسجد النبوي .. وكان زيد وجيشه بالقرب من المدينة .. واستطاع بعد جهد فتح الأبواب و دخول المدينة ..

وأثناء غياب زيد قام غطاس بك حاكم جدة الجديد بتعيين عبد العزيز بن ادريس حاكما على مكة

هاجم زيد قوات غطاس وعبد العزيز وهزمهم .. فغادر غطاس وعبد العزيز إلى مصر

حيث توفي عبد العزيز بالكوليرا هناك ..

ولكن عاد غطاس كأمير على الحج .. وكان من عادة الشريف أن يقبل أمير الحج .. ولكن زيد لم يفعل ذلك معه .. بل وكانت سببا في انقطاع تلك العادة ..

وفي عام 1659م حدثت مجاعة شديدة بمكة بسبب أسراب الجراد الكثيفة التي حلت بالمنطقة ..

وأعقبها في عام 1662م هطول أمطار غزيرة وعم الخير

في عام 1666م توفي الشريف زيد 

وتولى الحكم ابنه سعد إلا أنه وجد معارضة من أخيه محمد بقيادة حمود بن عبد الله

وقامت بينهما بعض المناوشات ورفع الأمر إلى مصر ثم اسطنبول ..

ووصلت الموافقة بتعيين الشريف سعد حاكما لمكة فقام حمود بالسكن في وادي فاطمة القريب من مكة وكون هناك معسكر لسرقة أهالي مكة ولنشر الفوضى في البلاد ..

وحاول أمير الحج الشامي الصلح بينهما ولم يفلح..

وصلت قوات من مصر إلى ينبع للقضاء على حمود وكانت التعليمات أن يتجهوا إلى مكة ليلتقوا بالشريف سعد ويكونوا جيشا واحدا تحت قيادة يوسف بك .. استنفر حمود قبيلة جهينة لمقاومة هذا الجيش .. قرر القائد العنيد يوسف بك أن يسلك اقصر الطرق إلى مكة رغم أن البعض نصحه عن ذلك .. فحصلت كارثة له فقد أبيد جيشه وتم أسره هو وزوجته وقد توفي في السجن .. وتم في مصر الحكم بإعدام جميع المبعوثين من الأشراف وغيرهم ولكن لم ينفذ الحكم بالأشراف فقد اكتفوا بسجنهم ونفذ في مرافقيهم ..

كان حمود مقاتل باسل في الصحاري و يزور القبائل حتى في نجد والمنطقة الشرقية ومنها قبائل عنزه وهوازن ومطير والظفير ..

في عام 1670م رجع حمود وتصالح مع سعد في مسجد عبد الله بن العباس بالطائف ..



(14)
وفي عام 1667م حدثت في مكة مجاعة رهيبة .. راح ضحيتها كثير من الناس .. حتى القبائل المحيطة وخاصة عتيبة وهذيل ولحيان كانت تهاجم أي شيء للحصول على الطعام ..

وفي موسم الحج وصلت إلى ميناء جدة من مصر عشر سفن محملة بالمؤن كان لها دور في القضاء على هذه المجاعة ..

وحدث في عام 1667م ( 23 رمضان عام 1078هـ )أن شوهد مذنب

في جهة الغرب وأخذ يزداد طولا مع الأيام .. 

كما حدث في 11 محرم من عام 1079هـ الموافق 21 حزيران سنة 1668م بعد شروق الشمس بساعتين انطلق شعاع نابع من الشمس أو من قربها وكان لامعا بشدة و الوانه الأزرق والأصفر والأحمر وبدأ يكبر ثم انفجر بصوت كالرعد وتحول الضوء إلى دخان ثم اختفى ..

اعتقد الناس أن هناك علاقة بين المزولة التي بالحرم والخاصة بمواقيت الصلاة وما حدث

وطالبوا بشدة بإزالتها مما دعى الشريف أن يطلب من القاضي إزالتها ..

ولكن بتدخل رئيس علماء اسطنبول تم إعادة المزولة ..

في عام 1668م كان عدد الحجاج قليلا لأن حمود كان في ينبع يجهز جيشا للهجوم على مكة ..

قام الشريف سعد بقواته و بقوات من مصر بالتوجه إلى ينبع بعد انتهاء الحج للقضاء على حمود .. ولكن حمود اختفى عنهم تماما ..

وفي عام 1670 وصل مع حملة الحج الشامية إلى المدينة حسن باشا

ومعه مرسوم من السلطان بعزل الأشراف من حكم الحجاز و بتعيينه بدلا عنهم .. طبعا رفض الأشراف و السكان هذا الأمر ..

وفي مكة عقد حسن باشا مجلسا لإزالة سوء الفهم .. وتحسنت معاملة المكيين له ..

وصل شاه إيران للحج في هذا العام وكان معه ثروة كبيرة لتوزيعها على الحرم والناس ..

حدث عند الجمرات نوع من الشغب فتدخل حسن باشا لفرض النظام وكان على صهوة جواده ومعه حرسه فأصيب بثلاث رصاصات وحمل إلى مقره وكان حرسه يقتلون كل من يصادفهم .. 

ثم غادر الباشا إلى الشام وتوفي عند غزة ..

وأصبح سعد متوقعا وصول قوات تركية وغادر مكة إلى ينبع استعدادا لها .. 

ولكن قبل موسم الحج عاد إلى مكة وقد علم بأن قوات تركية قادمة بقيادة حسين باشا مرافقة لحملة الحج ..

وتم وصول حسين باشا ومعه جيش جرار رفقة حملة الحج إلى مكة وخيم في وادي فخ (الشهداء) وقام مندوب من الشريف وعلماء وأعيان مكة بالسلام عليه ..

وقدم له مندوب الشريف هدايا قيمة جدا ..

ثم دخل الباشا إلى مكة وبعد الطواف قام بزيارة الشريف سعد وقدم له هدية قيمة وطلب أن يزوره في مخيمه حيث يوجد لديه خلعة وفرمان ملكي يخصه ..

في المعسكر الجديد للباشا في المعلاة حضر مندوبون من المذاهب الأربعة وأفتوا بجواز حج الجنود وهم بلباسهم العسكري.. ولم يحضر الشريف سعد أيضا للمعسكر ..

وكان هناك من يطالب بعزل الشريف سعد .. ولكن حسين باشا ذهب إلى مقر الشريف يوم العيد بعد أن استدعى كل الشخصيات المهمة وقرأ عليه القرار الملكي وألبسه الخلعة الملكية واحتفلوا بمكة بهذا كثيرا 

وانتظر الباشا زيارة الشريف سعد ثاني أيام العيد إلا أن سعد غادر مكة إلى الطائف ومعه عائلته

فرح الباشا بهذا الهروب وبعد مشاورات تم اختيار الشريف بركات ليكون حاكما لمكة ..

وقام الشريف بركات بتنظيمات كثيرة في البلاد وقام بحملة على قبيلة حرب ..

وفي عام 1682م توفي بركات وخلفه ابنه سعيد وسار على نهج والده ..

إلا أنه وجد معارضة من الشريف أحمد بن غالب والذي بدأ يجهز رجاله لقتال الشريف سعيد

وبدأت الحالة الأمنية تسوء وسيطرت الفوضى ولم يستطع سعيد عمل شيء سوى أن يقوم بتعيين الشريف أحمد بن غالب مكانه بالنيابة وذلك عام 1683 وغادر مكة ..

وكان السلطان العثماني قد قام بتعيين الشريف أحمد بن زيد والذي كان منفيا في تركيا حاكما لمكة ..

وصل الشريف أحمد بن زيد مكة عام 1684م وتسلم الحكم وأعاد الأمور إلى نصابها ..

ثم أنه توجه إلى نجد لمعاقبة من سبق وأن اعتدى على الحجاز ..


(15)
قام الشريف أحمد بن غالب بمحاولة الاستيلاء على الحكم والذي كان سببا في الفوضى سابقا أثناء حكم الشريف سعيد بن بركات

عاد الشريف سعيد إلى مكة وبمساعدة الضباط الأتراك قام بطرد الشريف أحمد بن غالب إلى اليمن .. ووجد قبولا هناك وتسلم قيادة أحد الجيوش باليمن وعُد من الأسرة الحاكمة (الإمام الناصر لدين الله محمد) ولكنه لم يعجبه الحال فقد كانت لديه طموحات كبيرة فأنتقل إلى الشام عن طرق صحراوية ملتوية وتوفي هناك عام 1693م ..

وفي عام 1705م تولى الحكم الشريف عبد الكريم بن محمد حتى عام 1711م حيث تمت

إقالته من الحكم ولكنه عاد واستمر حتى عام 1715م حيث تقاعد وذهب ليعيش مع قبيلة حرب

وعاد الشريف سعيد للحكم وتوفي عام 1716م وتولى الحكم بعده ابنه عبد الله

ولكن عبد الله تم عزله من العائلة لعدم جدارته بالحكم وأرغم بالتنازل عن الحكم لأخيه علي وبصورة سريعة قام عبد الله بقتل أخيه علي وحدث شغب بالبلاد ولكنه خف عند وصول قوافل الحجاج ..

وتولى الحكم الشريف يحي بن بركات بن محمد بن بركات بتعضيد من باشا دمشق الذي وصل قائدا لقافلة الحجاج الشامية .. وكان يحيى حاكما لمنطقة قرب دمشق ..

وبعد عام وبضعة أشهر عارضه مبارك بن أحمد وقدم بقوات من الطائف وتقاتلا في عرفات وانهزم يحي فاستلم الحكم مبارك واستمر حتى عام 1720م ولكنه فشل أخيرا فقد باع كثير من أملاكه لمساعدة المتضررين من حريق جدة ورواتب الجنود ومشاكل القبائل والبلاد فتم استبداله بيحي بن بركات والذي كان عائدا من تركيا مع قافلة الحج وبعد معركة بينهما بعرفة ..

وكان علي باشا قد جرح في الحرب بين يحي ومبارك فتقاعد وأقام بجده وبعدها بقليل توفي متأثرا بجراحه .. وانسحب مبارك إلى الطائف ..

وعاد مبارك بعد أن جهز جيشا فطلب الباشا الجديد اسماعيل من يحي التنازل لأبيه بركات عن

الحكم .. إلا أن مبارك دخل مكة واستولى عليها وأمضى في الحكم خمسة أشهر فقط فقد دب الخلاف بينه وبين بعض مؤيديه وخصوصا الشريف عبد الله بن سعيد والشريف محسن بن عبد الله .. ووصلت رسالة من السلطان مع عثمان باشا بتعيين عبد الله بن سعيد حاكما ويساعده محسن بن عبد الله ..

انسحب مبارك من مكة ولحق باليمن حيث توفي فيها عام 1727م ..

وقام الباشا عثمان بدعم الشريف عبد الله بن سعيد .. كما أن الشريف عبد الله حقق سيطرة على القبائل وحقق انتصارات في اليمامة بوسط نجد وقضى على قبيلة الظفير فيها .

ومن الحوادث عام 1727م وصل إلى جدة وزير أجنبي مع حاشيته ولم يكن الأتراك مرتاحين له ووضع بخدمته بعض الخدم المسلمين ولكنه لم يرتح لهم وطلب من حاكم جدة ابو بكر باشا استبدالهم وأعيدوا إليه وتم الاعتقاد بأنه تم قتل هؤلاء الخدم فثار بعض الناس على الأجانب 

وقتلوا ثمانية واستولوا على ممتلكاتهم .. وتم إعدام قائد الثوار وإعادة المسروقات ..

عند وفاة الشريف عبد الله عام 1730م كان ابنه محمد مقيما باليمن تم إقناع القاضي بأن يتولى محمد الحكم بعد أبيه ويكون عمه مسعود سعيد وزيرا له وتم ذلك وتولى محمد بن عبد الله الحكم وكان عمره عشرون عاما وأول حدث حصل في عهده تدنيس للمسجد الحرام وأتهم أحد الإيرانيين بفعل ذلك ولم يشأ القاضي الحكم ضد مجهول إلا أنه تم طرد الإيرانيين من مكة ولكنهم عادوا مع موسم الحج .

وبدأت بعض المشاكل مع جماعته الأشراف .. قام هؤلاء الأشراف بإقامة معسكر في الطائف ونادوا بأن يكون عمه مسعود حاكما لمكة وقاموا بقتال محمد وإبعاده بعد عام ونصف من الحكم.. 

وتولى الشريف مسعود بن سعيد الحكم

ولكن قبيلة ثقيف لم تقبل ذلك فقامت ضد مسعود واستطاعت هزيمته وإعادة الشريف محمد للحكم. 

ومن الحوادث عام 1733م كان الشريف محمد يفاوض حسين أغا السردار والذي حاصره بعض الناس في أحد البيوت لأن جنوده ضربوا إعرابيا .. ولم يعاقبهم أو يصلح بينهم ..

وكان السردار يطل على الشريف من نافذة في الدور الأول وفي أثناء ذلك عاجله أحدهم بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلا .. ووصل حاكم جده من قبل الأتراك أبو بكر باشا وهدأ الأمور ..

ولكن الأتراك قاموا بدعم الشريف مسعود واستطاع مسعود أن يهزم محمد ويتولى الحكم مرة أخرى .. 

بعد قرار مجلس الأشراف بأنه يجب على كل أجنبي مغادرة مكة لكون أغلب الوظائف الحكومية بأيديهم ومعظمهم من المغاربه والأتراك والمصريين فقد قام هؤلاء بالانسحاب مع قوافل الحجاج ..

وبعد فترة لحقهم الهنود والأوزبك والكشميريين والإيرانيين ..

وقام الشريف مسعود بمنع شرب الدخان وقفل جميع الحوانيت التي تبيعه بعد أن وجد الرجال والنساء تتعاطاه

أرسل الشريف هدايا للإمام حاكم اليمن عبارة عن أفراس وعبد أبيض ..

توفي الشريف مسعود في 18 شباط 1752 م وخلفه أخاه مساعد


عدل سابقا من قبل طالب عفو ربه في السبت 28 ديسمبر 2019, 7:34 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsahahaleslameeh.yoo7.com
راجي عفو ربه
المشرف على المنتدى



عدد المساهمات : 1317
تاريخ التسجيل : 07/05/2016
العمر : 76

حكام مكة المكرمة - عبر العصور Empty
مُساهمةموضوع: حكام مكة المكرمة - الجزء الأخير   حكام مكة المكرمة - عبر العصور Emptyالسبت 11 يونيو 2016, 9:10 pm

(16)

عندما توفي مسعود وخلفه أخوه مساعد اعترض على ذلك رجال عشيرة ضحو بركات والذين انتقلوا إلى وادي فاطمة وقاموا بمراسلة الشريف محمد بن عبد الله وقامت بعض المعارك بين محمد ومساعد هزم فيها محمد ..

وبدعم من أمير الحج المصري و أمير الحج الشامي تم تعيين الشريف مبارك بن محمد بن عبد الله بعد أن تم تطويق بيت مساعد وإعلان تعيين مبارك .. ولكن قام أحمد وهو أخ لمساعد بالهجوم على مبارك والقبض عليه وسجنه حيث توفي في السجن ..

وعند عودة أمير الحج الشامي طلب عزل الشريف مساعد لتصرفه في المياه المخصصة للحجاج وتم تعيين أخاه جعفر .. 

وبعد مغادرة الحجاج أخلى جعفر سبيل أخاه مساعد وتنازل له عن الحكم ..

وقام ضد مساعد .. عبد الله بن الحسين من ضحو بركات فحاول أولا الاستيلاء على جده وفشل

ثم هزم مرتان .. ثم غادر إلى مصر وطلب من علي بك مساعدته فدعمه بالرجال والسلاح والمؤن بحمولة ثلاث سفن ..

وتوفي مساعد قبل أن تصل هذه السفن وتولى الحكم عبد الله بن الحسين وذلك في 29 نيسان 1770م ..

وخلال حكم مسعود ومساعد وصل رجال من نجد يطلبون منهما السماح لهم بالحج وكذلك مع من خلفهم أحمد وسرور واقترح بعض علمائهم مناقشة سبب رفض السماح لهم بالحج ولكن تم رفض ذلك .

وقبل أن يموت مساعد اهتم بأن يتولى الحكم أخاه عبد الله بن سعيد بن زيد وتمت الموافقة من مجلس الأشراف

وسمي حاكما لمكة ولكن اعترض عليه أخوه أحمد بقوة السلاح وجعله يتنازل له عن الحكم ..

ولكنه لم يهنأ بالحكم فقد وصلت القوات المصرية المساعدة لعبد الله بن الحسين ولما أحس أحمد بعدم القدرة على المواجهة أرسل كتاب بالخضوع لعبد الله وانسحب إلى الطائف ..

واستلم الشريف عبد الله بن الحسين الحكم 

وبينما عبد الله يتجول بحصانه قام أحد الدراويش بطعنه بخنجر بفخذه وأتضح أن المعتدي مختل فأطلق سراحه ..

وقامت بعض المناوشات والوقائع بين الشريف عبد الله والشريف أحمد وأخيرا غادر عبد الله إلى مصر .. وتولى الحكم الشريف أحمد

في عام 1771م أراد الشريف أحمد عزل وزيره يوسف قابل فأرسل جنودا لإحضاره بالقوة من جده وكان الشريف سرور وعمره 17 عاما وهو ابن أخ الشريف أحمد يسمع الخطة .. فأنطلق إلى جده ليحذر قابل ناقما على طريقة عمه في تدبير الأمور ..

ثم ذهب سرور إلى وادي مر (فاطمة) وأخذ يحشد الرجال من الوادي ومن عتيبة وواجه عمه أحمد وانتصر عليه في 5 شباط 1773م ودخل مكة ظافرا وكان عمره 18 عاما ..

وخلال الخمس سنوات الأولى لحكم سرور خاض ضد عمه أحمد 15 معركة وأخيرا قبض عليه مع ولديه وسجنهم بينبع ومرض أحمد فنقله إلى جدة حيث توفي فيها عام 1780م

وكان الشريف سرور قد تزوج عام 1779م ابنة سلطان مراكش والتي وصلت إلى مكة بحماية أخوانها 

وقامت بين سرور وقبيلة حرب بعض المعارك لعدم حصول شيوخهم على المساعدات مقابل تأمين مرور القوافل والحجاج فعاد إلى مكة منتصرا 

ووجد في انتظاره عطاءات سخية من الهند ومراكش ومن محمد علي باشا حاكم مصر ..

وقع الشريف سرور مريضا وتوفي في 20 أيلول 1788م وكان في الرابعة والثلاثين من عمره وخلفه في الحكم أخاه الأصغر غالب 

وكان الشريف غالب محنك وفارس ولم يسلم من بعض المكائد من إخوته وأقاربه ...

ولكن الناس كانوا خائفين من الخطر القادم من وسط الجزيرة العربية والذين يعتبرونهم أصوليين ومتعصبين و...

وقد وصل منهم ثلاثين من رجالهم المهمين ليشرحوا لهم مفهومهم للدين ولكنهم أعيدوا لبلادهم .. وأخيرا اشترط عليهم غالب دفع مبالغ وأن يرسلوا سنويا مائة فرس ورفض هذا الشرط فهددهم الشريف غالب بغزوهم في بلادهم ..

بل وطالب من الدولة العثمانية بدعمه بالعتاد والذخيرة ولم تستجب له ..

وعندما حاول غزوهم عام 1797م بعث أحد قادته بأن النجديين مثل الجراد أو السيل وكانت الإصابات هائلة وقدر عدد القتلى من الطرفين بالفي شخص .. فتراجعت قوات غالب إلى مكة .

وأرسلت الدولة العثمانية إلى الدرعية حملة عسكرية من بغداد عن طريق الأحساء مدعومة من قبائل شمر والظفير والمنتفق ولكنها عادت إلى العراق بعد حصار قصير .



(17)

أرسل الباب العالي العثماني فرمان إلى مكة عام 1798م بدعم أراضي الحجاز لاحتمال وقوع غزو فرنسي على الحجاز

فقام بترميم أسوار جدة والكتابة للقائد البريطاني في عدن لمنع الفرنسيين من دخول الحجاز واليمن 

ووصلت الباخرة الإنجليزية رومني جدة في 21 آيار 1801م وبدأ عهد جديد مع الإنجليز ..

وكانت هناك هدنة حقيقية مع النجديين تم الاتفاق عليها عام 1799م وتم مرور قوافل الحجاج عبر نجد .. وفي عام 1800م حج الأمير سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ومعه عدد كبير من رجاله .. ولكن في عام 1801م حدثت بعض اختراقات للهدنة ..

وبدأ الضعف في سلطة الدولة العثمانية بالحجاز بينما بدأ الإنجليز بتقوية علاقتهم بالشريف

أرسل الشريف غالب صهره عثمان المضايفي وبعض الأشراف لتجديد الهدنه مع حاكم نجد بن سعود ولكن يظهر أن المضايفي مال لابن سعود .

قاد الشريف غالب قوة لدعم قوة أخيه عبد المعين ضد عثمان المضايفي ..

إلا أنه وجد دعما للمضايفي من بيشة والجنوب فعاد الشريف إلى مكة .

وفي عام 1802م ارتفعت الأصوات تنادي للجهاد وتطالب بالمتطوعين القادرين على القتال ..

حاول غالب مع أمراء الحج أن يعيروه دعهم ولكنهم غادروا بعد انتهاء مناسك الحج ..

وصلت القوات السعودية للحسينية وهي ضاحية جنوب شرق مكة وقريبة جدا منها وجعلتها مركزا للقيادة ..وبدأت في حصار مكة ..

وبدأ الزاد والعتاد ينفذ من الشريف غالب فأنتقل بعائلته إلى جدة

ودخل سعود بن عبد العزيز مكة المكرمة عام 1803م

والتزم الناس بالصلاة في أوقاتها وبعدم التدخين ومنع ذكر اسم السلطان في خطبة الجمعة

ثم حاصر سعود جدة .. وكان سورها منيعا وأرزاقها تأتي عن طريق البحر فترك حصارها وعاد إلى نجد .. وبعودته عاد الشريف غالب إلى مكة وطرد الحامية الصغيرة التي أبقاها السعوديون .

ثم ظهر العسيريون بقيادة أبو نقطة وكانت لهم بعض الهيمنة على ساحل البحر ..

وحاول عثمان المضايفي عام 1805م الاستيلاء على جده دون جدوى ..

وفي عام 1810م وصلت الأوامر مرة أخرى لمحمد علي باشا بالتنفيذ الفوري حيث سبق وأن طلب منه عام 1804م تحرير الحجاز من السعوديين ..

عام 1811م في تشرين الأول نوفمبر وصلت إلى ينبع سفن تقل القوات التركية والتي أعدها حاكم مصر من قبل العثمانيين محمد علي باشا بقيادة ابنه طوسن بك وكان في السابعة عشره من عمره .. ومعه القائد أحمد أغا الملقب بأحمد بونابرت ووصل عن طريق البر الشيخ شديد شيخ الحويطات ومعه قواته البدوية

والشريف غالب لم يستقبل القوات أو يرسل من يرحب بها .. وهو حذر ويتمنى أن تجهز القوتين على بعضها .. أو يقوم هو أخيرا بالإجهاز عليهما ..

ولكن بعد استيلاء الأتراك على المدينة المنورة أرسل الشريف غالب للقائد التركي يدعوه للمجي لجدة ومكة .. وعند وصول القائد التركي مصطفي بك مع قواته انضم غالب وقواته إليه واتجها إلى مكة المكرمة فغادرها عثمان المضايفي وقواته إلى الطائف .. ودخل الشريف غالب والقوات إلى مكة في كانون الثاني يناير 1813م وقد احترم السعوديون خصوصية أهل مكة ..

وفي نفس العام وصل إلى مكة محمد علي باشا وأقسما هو والشريف غالب عند الكعبة بأن لا يخون أحدهما الآخر .. 

ولكن بدأت العلاقة بينهما تفتر بل وفكر محمد علي بالقضاء على الشريف

وبحيلة قام محمد علي بالقبض على غالب وأرسله مع عائلته إلى تركيا وماتوا بوباء فيها ..

خاف أهل مكة من الباشا وبدأ كثير من كبارهم مغادرة مكة وكثير من رجاله وجنده إلى تربه وممن غادر مكة الشريف راجح والذي توجه للدرعية ورحب به الأمير سعود وقام بتعيينه في مكان عثمان المضايفي بوظيفة أمير الأمراء لبدو الحجاز ..

وقام محمد علي باشا بتعيين الشريف يحي بن سرور حاكما وهو ابن أخ للشريف غالب ..

واحتفظ الباشا بكل الإيرادات وخصص راتب شهري للشريف يحي فأصبح كأنه من ضباطه ..

جعل الشريف راجح تربة مكان قيادته وانضم إليه علي المضايفي أخو عثمان المضايفي

إلا أن الشريف راجح عاد إلى الطائف واستقبله الباشا بالترحاب وجعله قائدا للبدو ..

وفي عام 1814م مات سعود فخسر السعوديون قائدا لا يكل ولا يمل وقيل أنه نصح ابنه عبد الله بأن لا يحارب الأتراك في سهول مكشوفة ..

ومن الحوادث الغريبة لرفع معنويات الجنود فقد القي القبض على مجموعة من الرجال في طريقهم إلى جدة ووجهت لهم تهمة السرقة وانتمائهم للسعوديين وتم إعدامهم أمام حشد من الناس واتضح أنهم ذاهبون لجدة لشراء بعض المؤن من السوق . 

وفي عام 1815م عاد محمد على إلى القاهرة بعد معارك كبيرة في تربة وعسير وقضى على قادة تلك المنطقة المؤيدين للسعوديين .. وقام بالإجراءات التالية :

حسن باشا حاكما لمكة .. وحسين بك رئيس للفرسان والشريف راجح مسئول عن الحامية العسكرية في تربة وبيشة ..

ولحقه في 7 تشرين الثاني 1815 م ابنه طوسون والذي كان قد وصل إلى القصيم وعقد بها اتفاقية مع حاكم نجد الأمام عبد الله بن سعود .. وعندما قدمها لوالده بمصر تحفظ عليها .. 

وتوفي طوسون بوباء في عام 1816م



(18)

وفي عام 1816م انطلق ابراهيم باشا ابن محمد علي إلى الحجاز لتنفيذ أوامر بالهجوم على الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى ..

واستمرت مكة تحت حكم القائد العثماني حسن باشا وتم تعيين حاكم جديد من قبل الأتراك لمدينة جده ولم يعد للأشراف حكم في الحجاز حتى أن الباشا في عام 1820م قام بطرد الشريف يحي بن سرور من الإدارة .. ثم تم القبض عليه وأرسل لمصر حيث توفي هناك ..

وبدأ الباشا يقرب عبد المطلب بن غالب ابن شريف مكة السابق .. ووافق الأهالي على تعيينه شريفا لمكة بدعم وتأييد من الباشا وذلك عام 1826م ..

وفي عام 1831م غادر مكة مع قوافل الحجاج إلى الشام ومنها إلى اسطنبول الشريف محمد بن عبد المعين بن عون والذي كان له دور كبير في استيلاء قوات محمد علي على عسير ..

توفي بمكة حسن باشا حاكم مكة بالكوليرا عام 1841م ومن جاء بعده واجه صعوبات شديدة وخاصة في النواحي المالية وقام الشريف بطرد بعض الفرق العسكرية والتي توطنت في جده وما حولها .

وفي عام 1833م لم يستطع الشريف السيطرة على عودة قوة العسيريين في مناطق غامد وزهران وبيشة .. فطلب محمد علي باشا من الشريف والباشا الحضور لمصر وأبقى الشريف عبد المطلب حاكم مكة عنده مكرها وأعاد الباشا إلى مكة ..

قرر محمد على باشا سحب جميع قواته من الحجاز .. فقد أتم ما طلب منه الباب العالي .. ولم يعد هناك تهديد على الحجاز من نجد ..

والجدير ذكره تم في عام 1835م تعيين يعقوب يوسف قائم بأعمال القنصل البريطاني الفخري بجدة وجاء تعيينه عفويا وبدون اعتراض من أحد وكذلك في عام 1838م تعيين مستر أوغيلفاي كنائب قنصل رسمي في جدة ..

أرسل محمد علي باشا الشريف محمد بن عون عام 1840م لتولي حكم مكة والعمل على تسهيل عودة الجنود الأتراك إلى مصر ..

تولى الشريف محمد بن عون الحكم وهو يعرف أن مصير حكمه بيد السلطان في اسطنبول ونائب السلطان في مصر .

ومن الحوادث التي أحدثت برودا في العلاقة بين الشريف والسلطان في عام 1844م 

كان ابن رومي وهو من شيوخ قبيلة حرب حدثت بينه وبين عثمان باشا بالمدينة المنورة خلافات بخصوص الإعانات المقررة له فهاجم ابن رومي ميناء رابغ .. دعا عثمان باشا ابن رومي إلى وليمة للصلح في خيمة قرب رابغ وحضر ابن رومي وجماعته وكان عددهم 25 شخصا .. وأحضر مهرجا يسلي الحضور واستأذن الباشا للحظات .. وما كاد أن يخرج من الخيمة حتى بادر حرسه بقطع حبال الخيمة فسقطت الخيمة على الضيوف وأصبحت كالشبكة وأخذ الحرس بطعن وقتل كل من فيها ..

وكان هناك صبي في الثانية عشر مختبئا وعندما هرب لحقوه وقعطوا رأسه ..

وأرسلت خمسة رؤوس إلى مكة حيث وضعت على خوازيق وبعد أن قطعت أذان وأنوف القتلى وعمل منها عقود زينت بها أعناق الجمال التي حملت هذه الرؤوس .. هذه الحادثة هزت الثقة بين الشريف عون وقبيلة حرب ..

ولكن الشريف حقق نجاح في سيره إلى منطقة القصيم ومن ثم إلى الرياض العاصمة الجديدة لنجد بعد أن دمر ابراهيم باشا الدرعية .. 

وكذلك مكن شيخ من العبيدات من شمر ( بن رشيد ) ودعم استقلاله وأصبحت حائل عاصمة لمنطقة جبل شمر .. وأصبحت حائل مشهورة في أوربا وخاصة بخيولها الأصيلة ..

قام الشريف محمد بن عون بمرافقة القوات التركية المتجهة لحرب إمام صنعاء حتى الحديدة حيث حضر الإمام ووقع اتفاقية سلام مع تركيا ووافق على بقاء حامية تركية ودفع جزء من الإيرادات لهم ..

ومن ثم انتقلوا إلى صنعاء .. ودعي في المساجد للسلطان بدلا من الإمام ..

وحدث أثناء ذلك أن قتل يمني على يد جندي تركي لخلاف وقع بينهم وتم تبادل النار وجرح قائد الحملة توفيق باشا وتم تبديل الإمام بإمام جديد في اليمن .. 

ودفع الباشا 20000 قطه فضية يشتري بها سلامة عودته .. وكان الشريف عون قد ضمن له المرور عبر عسير لأنهم حلفاء له وهو الغرض الأساسي من طلبه مرافقته ..

وبالرغم من هذا استلم باشا جدة أمرا بإرسال محمد بن عون وابنيه الكبيرين إلي تركيا ..

وبمكيدة متقنة تم دعوة ابني محمد بن عون لمشاهدة سفينة حربية بجدة وبعد وصولهما تم التحفظ عليهما وفي نفس الوقت طوقت القوات منزل عون بمكة وهددت بتفجيرة فخرج لهم وتم نقله مع ولديه إلي اسطنبول ..



(19)

وتسلم حكم مكة الشريف منصور بن يحي .. مؤقتا حتى حضور الشريف عبد المطلب بن غالب 

وصل الشريف عبد المطلب وأختار الشريف عبد الله بن ناصر مساعدا له ..

وكان وصف عبد المطلب في الستين من عمره طويل ونحيف ولونه غامق أسود تقريبا ..

وكانت العلاقات قد بدأت تسوء بين الناس والأتراك بحيث حدت من تحركات الأتراك .. كما وكانت هناك احتجاجات كثيرة من الباشا ..

عمل الشريف عدة محاولات لإعادة النظام والأمن .. فأعتقد الأتراك أنه يمهد لعمل عسكري ضدهم وعند عودة الباشا من تركيا أشيع أنه صدرت أوامر عليا بعزل الشريف عبد المطلب .. فقام الشريف بمغادرة مكة إلى الطائف .. فعمت الفوضى مكة .

وفي وسط هذه الفوضى عاد الشريف محمد بن عون حاكما لمكة 

وكان وصوله في 17 نيسان ابريل 1856م وبعد أيام من وصوله تم القبض على الشريف عبد المطلب بعد مقاومة بسيطة بمنطقة بحرة الواقعة بين مكة وجدة ونفي إلى سالونيك في تركيا.

ومن الأحداث في هذه الفترة في عام 1851م هوجم القنصل الفرنسي ولم يتم القبض على أحد

ووصلت بعض السفن الفرنسية ولم يسمح لطاقمها بالنزول لاضطراب البلاد .

في عام 1858م توفي الشريف محمد بن عون عن عمر يناهز التسعين عاما وخلفه ابنه عبد الله باشا وكان عبد الله عضوا في مجلس أعيان السلطان في اسطنبول ..

أعلن في جدة عن شركة سفن بخارية لنقل البضائع والركاب بين مواني البحر الأحمر .. وأحدث هذا هم وقلق من قبل البحارة وأصحاب السفن الشراعية من العرب وكان اغلب البحارة من اليمن وحضرموت .. وبدأت الناس تتكلم عن هذا الموضوع وكأنه كارثة على البلاد ..

ومن أهم الأحداث في 15 حزيران 1858 م تم إنزال العلم التركي من على المركب واسمه (ايراني) يملكه اثنان من البريطانيين ووضع مكانه العلم البريطاني فقام بعض الناس بمداهمة بيت القنصل البريطاني وجرى قتل ونهب بيته وكادوا يفعلون نفس الشيء في القنصلية الفرنسية

ولم يحرك الضابط التركي ساكنا لعدم وجود رئيسه نامق .. والذي لم يصل إلا بعد ثلاثة أيام من الحادثة 

وأمر السلطان التحقيق مع حاكم جده و بسجن وإعدام الذين قاموا بهذا العمل 

وصلت السفينة البريطانية السايكلويس وطلب قائدها أن ينفذ حكم الإعدام بقطع رؤوس أصحاب هذه الفتنة ..

ثم أخذ يطلق نيران المدفعية على جدة وأنزل بعض جنوده إلى البر .. 

فتم الحكم وإعدام أحد عشر رجلا من المتهمين أمام المكان الذي اجتمعوا به ..

كما أعدم لاحقا رئيس البوليس السابق ورئيس الحضارم والقائم مقام .. 

وبعد هذه الحادثة تم الاعتراف بوجود القنصليات الأجنبية وحمايتها .

كان العسيريون ( ويقصد بها سكان منطقة الباحة وعسير) يغرقون المراكب العثمانية في البحر في مدينة جيزان .. فأرسلت لهم قوات من الحديدة في عام 1861م لاحتلال جيزان وأبو عريش

ولم يتم ذلك إلا على يد الشريف بمهارته العسكرية والدبلوماسية ..

تم افتتاح المجرى المائي عبر السويس (قناة السويس) فتم الاتصال المباشر بين اسطنبول وجدة عبر سفن بخارية من صنع بريطانيا .. وبذا تم الاستغناء عن الطرق البرية الطويلة والمهلكة ..

وتم استخدام ذلك منذ عام 1870م بنجاح سواء بإرسال القوات أو التموين .

في عام 1874م لم يكن يوجد في جدة قنصل بريطاني ولكن تم تعيين قنصل بدون معاش تحت إشراف الوكيل البريطاني في مصر .. وكان من مهامه مراقبة تجارة الرقيق والتي كانت مزدهرة في ذلك الوقت هناك .. ومن تقارير القنصل : ( مئات العبيد يمرون خلال الميناء في وضح النهار وتؤخذ ضريبة على كل رأس عشرة قروش .. في أحد الأيام ظهر ستة وتسعين عبدا من الأولاد والبنات وهم شبه عرايا ومقيدين ودخلوا إلى المدينة مثل القطيع)

بدأ الأتراك بتهميش دور الشريف وعدم الاكتراث له .. 

وفي عام 1879م كان على الشريف أن يخضع إلى الجمعية البلدية المفروضة عليه والتي كانت تهمل مواضيعه .

وفي عام 1880م في مدينة جدة تم اغتيال الشريف حسين والذي كان معتدلا ومتحررا نتيجة لهذا الاهمال .

( وكان المتبع أن المتهم التركي يحاكم بواسطة الوالي أو القاضي التركي والعربي يحاكم بواسطة الشريف أو قاضي الشرع )



(20)

في عام 1881م تولى حكم مكة الشريف عبد المطلب بن غالب وهو كبير بالسن وسبق له أن تولى الحكم مرتان ونفي إلى تركيا ..

وأخذ يخدم شعبه ويحتقر التجار الأغنياء من الحضارم وغيرهم ممن يعبد المال ..

إلا أنه أظهر شدة في غير محلها مثل إلقاء القبض على ثلاثة مشتبه بهم فتم تعذيبهم ومات اثنان منهم تحت وطأة التعذيب .. كما قام بهدم دار أحد الأشراف العبادله المواجهه لداره لسبب تافه ..

وعندما تقدم بعض البدو بشكوى للوالي ضده قام بالإغارة عليهم وقتل بعضهم .. وأصبح الأشراف وأعيان مكة لا يطيقون هذا الشريف العجوز النشيط .. وبدأت ترفع الشكاوي ضده .

في تشرين الثاني 1881م تم تعيين عثمان نوري باشا كقائد عثماني جديد ووصلت معه فرق عسكرية .. و إعادة تعيين الوالي السابق عزت باشا واليا على الحجاز 

وأول عمل قام به هذا الوالي هو محاصرة بيت الشريف عبد المطلب ليقطع عليه فرصة أي هروب من مكة

وتهيأ الأشراف العبادلة لأي طاريء .

وعند الفجر قرأ على الشريف عبد المطلب بن غالب الأمر بعزله وأخذ أسيرا إلى الطائف .. ثم نقل إلى منزل له قرب منى حيث توفي فيه في 29 كانون الثاني 1886م ..

وقال الشريف قبل موته : إن أيام التلغراف الجديد (اللاسلكي) والسفن البخارية والبندقية ذات مخزن التلقيم لم تترك لي مكانا بينها ( وجميعها اختراعات جديدة في ذلك الوقت ) ..

وحضرت جموع كبيرة من الناس لتشييع جنازته .. حتى أن الوالي التركي الجديد والشريف الجديد تأثرا من هذه الشعبية الكبيرة للشريف عبد المطلب .

في 1882م تولى الحكم الشريف عون الرفيق بن محمد بن عون بتعيين من الباب العالي

بدلا من أخيه عبد الله الأصغر والذي كان مرشحا من قبل الوالي ..

وبه تغيرت كثير من العادات القديمة من مراوح من ريش النعام ونافخي الأبواق والمسلحين السود وحملة السيوف التي تسبق موكبه وبعض الألبسة وغيرها بدأت تتلاشى ..

كان مجلس الشريف يبحث في الأمور الشكلية بعيدا عن السياسة .

وكان الشريف يأخذ راتبا وليس له من الإيرادات شيئا ..

كما قام الوالي التركي بحملة على قبيلة حرب دون مشاورته .. 

لم يستطع الشريف عون الرفيق تحمل كل هذا فقام في المساء وأفراد أسرته وتجار ووجهاء البلد والعلماء والقضاة بمغادرة مكة إلى المدينة المنورة ..

في الصباح وجد الأتراك أبواب المسئولين والوجهاء مقفلة .. وتمت المفاوضة فطلب الشريف مغادرة الوالي لمكة .. ولمكانة عون عند السلطان فقد تم تكليف عثمان باشا والي حلب إلى جدة ليكون واليا على الحجاز

فعاد الشريف إلى مكة .. وبدأ الشريف يأخذ حصته من الإيرادات

وامتاز حكم عثمان باشا للحجاز بالمشاريع وخاصة المياه .

وفي عام 1904 و 1905 تقدمت فرقهم العسكرية إلى داخل الجزيرة العربية

وتوفي عون الرفيق عام 1905م بعد حكم استمر لمدة 23 عاما

وبترشيح الوالي العثماني أحمد راتب باشا تم تعيين الشريف علي بن عبد الله بن محمد بن عون وهو ابن أخ عون الرفيق .. وبذا كان الوالي يبدي قوة نفوذه لأنه هو من رشح الشريف ..

أعلنت تركيا عن دستورها في عام 1908م وتم عزل الوالي أحمد راتب وبالتالي شريف مكة علي بن عبد الله .. 

فتم تعيين الشريف عبد الله باشا وهو أخ لعون الرفيق وكان كبيرا في السن ..

وقبل أن يغادر تركيا إلى مكة ذهب ليودع قبور أسرته في أميرغون على البسفور وجلس قرب قبر ابنه فأصيب بغيبوبة توفي بعدها بأيام ودفن هناك .

فتم تعيين الشريف حسين بن علي ..

وكان قد استدعي الشريف حسين بن علي إلى اسطنبول مع أسرته عام 1893م ومعه ابنائه علي وعبد الله وفيصل وعاشوا بها 15 عاما والتحقوا أثناءها بمدارس اسطنبول وعادوا مع والدهم بعد هذا التعيين .

وتم إنجاز خط سكة حديد الحجاز لتسهيل وصول الحجاج إلى مكة المكرمة ففي علم 1908م وصل الخط على يد المهندسين الألمان إلى المدينة المنورة فقط بسبب الانشغال بالحرب العالمية الأولى ..

قام الشريف حسين حال وصوله إلى مكة ومباشرة عمله بإرسال حملات إلى عسير و القصيم ثم تفرغ لتصحيح الأوضاع الشريفيه ..

في عام 1913م عقد اجتماع عربي في باريس حيث تم التصويت على الاستقلال العربي التام واتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك ..

في عام 1914 اجتمع الشريف عبد الله بن الحسين مع اللورد كيتشنر المندوب البريطاني في مصر وإن لم يطلع معه بنتيجة ولكن اللورد تفهم عمق الرغبة العربية في الاستقلال عن تركيا .

وبدأ الشريف يصله مبعوثين من جمعية الوحدة في العراق وجمعية الحرية في سوريا ويتبادل معهم الرسائل بخصوص الاستقلال .. والشريف ملم بالسياسة التركية فقد عاش هناك 18 عاما .

كما قام الشريف بإرسال ابنه فيصل إلى الشام لتدارس مشاريع الثورة والاستقلال وبعث ابنه علي إلى المدينة لجمع الرجال بهدوء وسرية وكلف ابنه عبد الله الاتصال بالبريطانيين ..

قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914م .. وكان لدي بعض البريطانيين انطباع بإمكانية وقوف العرب مع بريطانيا في الحرب .. ولهذا الغرض وصل مندوب بريطاني سري لعبد الله وعرض عليه وقوف العرب مع بريطانيا في الحرب فقام بعرض ذلك على والده فتشاور مع أبنائه وكان فيصل معارض لأنه يعرف أطماع فرنسا بالشام .. وبريطانيا بالعراق أما عبد الله فكان مؤيدا للثورة على الأتراك فيما لو دخلت الحرب ..

وكان الأتراك يطلبون من الحسين إعلان الجهاد المقدس وإحضار راية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتجميع الرجال المقاتلين من الحجاز ..

وأحس الشريف بأن هناك مؤامرة من عثمان باشا الوالي التركي ضده لعدم قيامه بما طلب منه

فارسل ابنه فيصل لاسطنبول وفي طريقه التقى بالشام بالزعماء الوطنيين السوريين..

ومن ثم عرض على والده الوثيقة التي تشير إلى الاعتراف البريطاني باستقلال البلاد العربية

وكانت حدودها شبه الجزيرة العربية ما عدى عدن ومن الغرب البحر الأحمر والمتوسط فقط

وكان معه خاتم الريادة من ستة زعماء عرب وهو تقليد قديم .. وهي إشارة بتفويض الشريف حسين بكامل المسئولية ..

فجر يوم السبت 9 شعبان الموافق 10 حزيران 1916م تم تطويق الثكنات العسكرية التركية في مكة المكرمة وأطلق النار على مبنى الحميدية والذي توجد فيه المكاتب الحكومية .. 

وهذا إعلان بالاستقلال عن الدولة العثمانية بعد سيطرة استمرت أربعمائة عام ..

في تشرين الثاني أعلن عبد الله بن الحسين (يمثل وزيرا للخارجية) عبر اللاسلكي تتويج والده الشريف حسين بن علي ملكا على البلاد العربية .. وأعلنت فرنسا وبريطانيا في كانون الثاني 1917م اعترافهما به ملكا على العرب ..

وقام أولاد الشريف الثلاثة بدورهم في هذه الثورة واستلام مدن الحجاز الأخرى المدينة وجدة والطائف ثم المدن الأخرى الصغيرة وبسقوط مدينة العقبة تكون المرحلة الأولى من هذه الثورة قد انتهت .. 

وبدأت المرحلة الثانية بتحرير البلاد الأخرى بداية بسوريا ..

بعد سنتين قام الفرنسيون بطرد الشريف فيصل بن الحسين من سوريا .. واعترف الحلفاء بالشريف حسين ملكا على الحجاز .. ولا أخلاقيا من الحلفاء بدعمهم الصهيونية لأخذ فلسطين .

كان ابن سعود مستقلا بدولته بنجد وكذلك حكام الكويت ومسقط وعسير واليمن مستقلين عن الشريف حسين مما جعله محبطا .. 

وزاد على ذلك عدم رد البريطانيين على احتجاجاته ورسائله بخصوص الوعود التي قطعوها على أنفسهم قبل وأثناء الحرب ..

وفي آب من عام 1924م كانت قوات الملك عبد العزيز بن سعود تجتاح الحجاز ..

طلب الشريف مساعدة البريطانيين ضد ابن سعود فوافقوا كوسطاء لأن الخلاف بينهما ديني ورفض ابن سعود هذا التوسط ..

وفي 13 تشرين الأول 1924 م دخلت مكة تحت حكم ابن سعود ..

وانتقل الشريف حسين لجدة .. وفي جدة تنازل عن الحكم لابنه علي ..

وغادر جدة على سفينة إلى العقبة ..

استمر الشريف على بالحكم على المدن الثلاث المحاصرة جدة والمدينة وينبع ..

وفي 22 كانون الثاني بعد قيامه بالتسليم غادر الشريف علي جدة على سفينة بريطانية إلى البصرة ومنها إلى بغداد ليقيم مع أخيه الملك فيصل بن الحسين ملك العراق ..

وبذا يكون الشريف علي بن الحسين هو آخر من حكم الحجاز من الأشراف ..

وتوفي الشريف حسين في عمان في 4 حزيران 1931م

وتوفي الشريف علي في بغداد في 14 شباط 1935م وخلف ابنا واحدا هو الأمير عبد الإله .

والشريف عبد الإله كان هو الوصي على عرش الملك فيصل بن غازي بن فيصل بن الحسين ملك العراق وتم قتلهما أثناء الثورة التي قام بها عبد الكريم قاسم في العراق .

وفي عهد الدولة السعودية عام 1925م عين الأمير (الملك) فيصل بن عبد العزيز نائبا للملك في الحجاز بمكة المكرمة .

ــ تمت ــ

(من عدة مراجع أهمها : تاريخ مكة لأحمد السباعي و حكام مكة تأليف جيرالد دي غوري .. ترجمة محمد شهاب )

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsahahaleslameeh.yoo7.com
 
حكام مكة المكرمة - عبر العصور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة إيران عبر العصور
» غار حراء في مكة المكرمة
» أول رحلة حج من الكويت إلى مكة المكرمة
» فيديو 100 سنة من الحج في مكة المكرمة
» فيلم وثائقي عن مكة المكرمة والمدينة المنورة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى إسلامي-
انتقل الى: