راجي عفو ربه المشرف على المنتدى
عدد المساهمات : 1317 تاريخ التسجيل : 07/05/2016 العمر : 76
| موضوع: قصة الهجرة النبوية: حادثة غار ثور وحوار سراقة بن مالك مع الرسول صلى الله عليه وسلم الإثنين 09 مايو 2016, 3:23 pm | |
| قصة الهجرة النبوية: حادثة غار ثور وحوار سراقة بن مالك مع الرسول صلى الله عليه وسلم غادر عليه الصلاة والسلام في ليلة السابع والعشرين من شهر صفَر في السَّنة الرابعة عشر من النبوة، وأتى عليه الصلاة والسلام إلى دار أبي بكر وقت الظهيرة متخفِّيًا على غير عادته؛ ليخبره عليه الصلاة والسلام، يخبر صاحبَه بشأن الهجرة، وأذْن اللهِ تعالى له بها. وفي تلك اللحظات حينما حضَر الرسولُ عليه الصلاة والسلام لدار أبي بكرٍ، عَلِم أبو بكر أن الأمر غير معتاد، وخشي رضي الله عنه، وهو يَبتدئ سماعَ خبرِ النبي عليه الصلاة والسلام بأنه يُريد الهجرة، خشيَ أن يَفُوته شرفُ صحبة النبي عليه الصلاة والسلام ليبادرَ بالإذْن في صحبته عليه الصلاة والسلام، فأذِن له، وكان قد جَهَّز راحلتين استعدادًا للهجرة، واستأذن رجلًا مِن بني الدَّيل يقال له: عبد الله بن الأريقط، وكان ماهرًا عارفًا بالطريق. ودفع إليه الراحلتين ليرعاهما، واتفقا على اللقاء في غار ثور بعد ثلاث ليال، في حين قامت عائشة وأسماء بنتا أبي بكر رضي الله عنهما بتجهيز المتاع والمؤن، وشقَّت أسماء رضي الله عنها نطاقها وهو اللباس الذي كانت تختمر به، شقَّته نصفين لوضع الطعام فيه؛ فسمِّيت من يومها بذات النطاقين، وأمر النبي عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يبقى في مكة؛ ليؤدي إلى الناس ودائعهم التي كانوا يستودعونها عند رسول الله عليه الصلاة والسلام، ثم غادر عليه الصلاة والسلام وأبو بكر مِن باب خلفي ليخرُجا من مكة قبل أن يطلع الفجر، ولما كان النبي عليه الصلاة والسلام يَعلم أن الطريق الذي سيسلكه ستتَّجه إليه الأنظار، ويبعثون العيون ومَن يرصده، فإنه عليه الصلاة والسلام بدل أن يتجه شمالًا إلى حيث طريق المدينة اتجه إلى الطريق الذي يضادُّه وهو الطريق الواقع جنوب مكة والمتَّجه نحو اليمن حتى بلغ إلى جبلٍ يُعرف بجبل ثور، وقام كل مِن: عبد الله بن الأريقط الليثي، وعامر بن فهيرة، وأسماء بنت أبي بكر؛ كلٌّ منهم بدوره فيما يتعلق بكمن النبي عليه الصلاة والسلام وبقائه في الغار، وانطلق المشركون يَبحثون في كل طريق عن النبي عليه الصلاة والسلام، وعن صاحبه، بعد أن افتقدوهما بمكة، يفتشون في جبالها حتى وصلوا في تلك اللحظات إلى غار ثور، وكانوا على قُرب منهم جدًّا، وأنصَت النبي عليه الصلاة والسلام إلى وقْع أقدام المشركين على قُرب منهم، ويقول أبو بكر رضي الله عنه، كما ثبت في صحيح البخاري، هامسًا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، يقول أبو بكر: قلتُ للنبي عليه الصلاة والسلام وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما، هكذا يقولها عليه الصلاة والسلام توكُّلًا على ربه، وثقة به، وتفويضًا إليه، وتفاؤلًا بحسن الحال والمنقلب، والله عند حسن ظنه بعبده، مكث النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الغار بعد أن صُرف المشركون عن الوصول إليهما، مكث عليه الصلاة والسلام ثلاث ليال حتى انقطع عنه الطلب، ثم خرجا من الغار ليلة غرة ربيع الأول من السَّنة الرابعة عشرة من النبوة، وانطلق معهما عبد الله بن الأريقط وهو دليلهما، وعامر بن فهيرة يخدمهما ويُعينهما، فكانوا ثلاثةً، والدليل رابعهم، هكذا كان هذا الحدث الذي سجَّله القرآن، وعظَّم من شأنه، ونلحظ أن قريشًا لم ينقطع عملها في الوصول إلى النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنهم يدركون أنه إن خرج من بين أظهرهم وَجد مَن يُعينه، ولن يمكنهم بعدئذٍ أن يُسيطروا عليه ولا أن يمنعوه من دعوته، لعلمهم بأنه يؤثر في القلوب تأثيرًا عظيمًا. هنالك كانت قريش تجعل الجوائز والهِبات لكل مَن يحضر النبي عليه الصلاة والسلام وصاحبه حيَّين أو ميتين، حتى جعلت مكافأة لذلك مائة من الإبل، واستطاع واحد من فرسان قريش أن يصل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وإلى أبي بكر وهما في الطريق، وقد كان أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه الله خير الجزاء على ما كان مِن حرصه على نبيَّنا عليه الصلاة والسلام، كان لشدة حرصه: مرة يكون بجوار رسول الله يؤانسه ويحدثه، ومرة يسبقه إلى الأمام، ومرة يتأخر إلى الوراء، ومرة يذهب إلى اليمين أو إلى اليسار كل ذلك يقول: حتى لو وَصل الطلب من قريش كنتُ أنا المقتول، وأنا الذي يُظفر بي لتَسلم يا رسول الله. استطاع أحد فرسان قريش وهو سراقة بن مالك أن يصل بفرسه إلى حيث موضع الصاحبين، موضع رسول الله عليه الصلاة والسلام وصاحبه أبي بكر، في هذا يقول سراقة رضي الله عنه مخبرًا عما كان من هذا الأمر، وأنه أراد أن يَظفر بجائزة قريش، ويحدث أبو بكر رضي الله عنه عن هذه الواقعة فيقول: إنه لما رأى سراقةَ أخبَر رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال: إني أرى أناسًا بالساحل، بل كان يقولُ سراقة لمَّا كان على قرب من الطريق غير المعتاد إلى المدينة، يقول: رأيتُ أناسًا أو شبحًا يُظهر رجالًا يمشون، وكانوا قرب الساحل، يقول سراقة: إنه أخَذ فرسَه ورمحه وانطلق مسرعًا، فلما دنا منهم عثرَت به فرسُه حتى سقط، وعاد مرة أخرى وامتطى فرسه وانطلق نحو النبي عليه الصلاة والسلام، فسقطَت به فرسه مرة أخرى، لكن حرصه على الجائزة وأن ينال هذا الشرف بين قريش حمله على أن يُعيد الكرة مرة أخرى، مع أن الذي حدث بالنسبة له أمرٌ مستغرَب؛ أرض صلدة قاسية ومع ذلك تغوص فيها رِجْلا الفرس؛ فإذا به يعلم حينئذٍ أن شيئًا غريبًا يحصل أمامه، وأنهما قد حُفظا بأمر الله، حاول مرة أخرى لتغوص قدما فرسه في الأرض إلى الركبتين، فيعلم أنهما محفوظان بحفظ الله، ليطلب منهما الأمان، ويعاهدهما على أن يُخَفِّيَ عنهما، وإذا به يُفاجأ بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام، ويقول له: كيف لك يا سراقة إذا سُوِّرتَ بسوارَي كسرى، فيبلغ به العجب مبلغه، خائف خرج من مكة ويَعِدُه بشيء عظيم وهي الحليُّ التي يلبسها أحد أعظم ملوك أقوى دولة إبان ذلك الزمان. وقد أوفى سراقةُ بوعده؛ فلم يكن يرى أحدًا مِن بَعده وهو راجع إلا ويقول: ارجعوا فليس ثمت أحد. https://www.alukah.net/sharia/0/125664/
| |
|