هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالحج والعمرةالحسن والحسين رضي الله عنهما Oaoa_112بحـثدخولالتسجيلhttps://alsahahaleslameeh.yoo7.com/contact

الحسن والحسين رضي الله عنهما 4309aa10
الحسن والحسين رضي الله عنهما Oaoa_111
الحسن والحسين رضي الله عنهما 00000010
الحسن والحسين رضي الله عنهما 483acd11
الحسن والحسين رضي الله عنهما 06504610
الحسن والحسين رضي الله عنهما 812


الحسن والحسين رضي الله عنهما Aoiyo_10


الحسن والحسين رضي الله عنهما Baheth10
الحسن والحسين رضي الله عنهما 2_100_13


 

 الحسن والحسين رضي الله عنهما

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راجي عفو ربه
المشرف على المنتدى



عدد المساهمات : 1317
تاريخ التسجيل : 07/05/2016
العمر : 76

الحسن والحسين رضي الله عنهما Empty
مُساهمةموضوع: الحسن والحسين رضي الله عنهما   الحسن والحسين رضي الله عنهما Emptyالأربعاء 22 يونيو 2016, 5:32 am

الحسن والحسين رضي الله عنهما

الحسن بن علي : هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، المدني الشهيد، سِبْط رسول الله وريحانته من الدنيا، وهو سيد شباب أهل الجنة، فهو ابن السيدة فاطمة بنت رسول الله ، وأبوه أمير المؤمنين علي . وقد ولد الحسن في نصف رمضان سنة 3هـ.


أثر الرسول في تربية الحسن بن علي


ظل الحسن بن علي يتربى على يد المصطفى ما يقرب من ثماني سنوات، ربّاه على عينه، وكان النبي يحبه حبًّا جمًّا، وقد تولّى النبي تربيته منذ اليوم الأول لولادته؛ فسماه الحسن، وأذَّن في أذنه ليرسِّخ في قلبه معاني عظمة الله ، وليطرد عنه الشيطان. كما برّك النبي الحسن، وحنّكه. وكان النبي يداعب الحسن كثيرًا، ويقبِّله ويعانقه حبًّا له وعطفًا عليه.


وكان النبي يؤصِّل في الحسن منذ الصغر حب الإصلاح بين المسلمين، ويربط هذا الأمر بالسيادة؛ فقد روى البخاري بسنده عن أبي بكرة أن النبي صعد بالحسن بن علي المنبرَ فقال: "ابني هذا سيِّد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين". وقد تحققت هذه النبوءة التي تنبّأ بها رسول الله بعد ذلك.


أهم ملامح شخصية الحسن بن علي


جوانب العظمة والسمو البشري والأخلاقي في شخصية الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- من الكثرة بمكان، لكن أهم ما يميّزه هو هذا الملمح العظيم في شخصيته، وهو الحرص الواضح والدائم على حقن دماء المسلمين ووحدتهم، ويكسو هذا الحرص حياة الحسن طولاً وعرضًا، ويؤكد ذلك المواقف الكثيرة التي عاشها الحسن ، وتعايش معها انطلاقًا من هذا المبدأ العظيم.


وخير شاهد على ذلك تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين، وأبرم الصلح معه بعد بضعة أشهر من مبايعته للخلافة، فكان ذلك فاتحة خير على المسلمين؛ إذ توحَّدت جهودهم، وسمي عام 41هـ عام الجماعة، وعاد المسلمون للجهاد والفتوحات.


بعض مواقف الحسن بن علي مع الرسول


روى الإمام أحمد بسنده عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي : ما تذكر من رسول الله ؟ قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة، فألقيتها في فمه، فانتزعها رسول الله بلعابها فألقاها في التمر. فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة. قال: "إنا لا نأكلُ الصدقة".


وروى البخاري بسنده عن أبي هريرة قال: كنت مع رسول الله في سوقٍ من أسواق المدينة فانصرف فانصرفت، فقال: "أَيْنَ لُكَعُ -ثَلاَثًا- ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ". فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السّخاب، فقال النبي بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: "اللَّهُم إِني أُحِبهُ، فَأَحِبهُ، وَأَحِب مَنْ يُحِبهُ". وقال أبو هريرة : "فما كان أحدٌ أحب إليَّ من الحسن بن علي بعدما قال رسول الله ما قال".


بعض مواقف الحسن بن علي مع الصحابة


مع أبي بكر


عن عقبة بن الحارث أن أبا بكر الصديق لقي الحسن بن علي فضمَّه إليه، وقال: "بأبي، شبيهٌ بالنبي ليس شبيهٌ بعلي". وعليٌّ يضحك.


مع أبي هريرة


عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي بن أبي طالب فسلم علينا، فرددنا عليه السلام، ولم يعلم به أبو هريرة ، فقلنا له: يا أبا هريرة، هذا الحسن بن علي قد سلم علينا. فلحقه وقال: وعليك السلام يا سيدي. ثم قال: سمعت رسول الله يقول: "إنه سيِّد".


مع ابن عباس


روى الإمام أحمد بسنده أن جنازة مرّت على الحسن بن علي وابن عباس رضي الله عنهما، فقام الحسن وقعد ابن عباس ، فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى النبي مرّت به جنازة فقام؟! فقال ابن عباس: بلى، وقد جلس. فلم ينكر الحسن ما قال ابن عباس .


من مواقف الحسن بن علي مع التابعين


وعن علي أنه خطب ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالاً، وهو يريد أن يقسمه بينكم. فحضر الناس، فقام الحسن فقال: إنما جمعته لفقرائكم. فقام نصف الناس، فكان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس .


وعن عبد الله بن شداد أن الحسن بن علي مر براعٍ يرعى، فأتاه بشاةٍ فأهداها له، فقال له: حر أنت أم مملوك؟ فقال: مملوك. فردها عليه، فقال: إنها لي. فقَبِلها منه، ثم اشتراه واشترى الغنم وأعتقه، وجعل الغنم له.


أثر الحسن بن علي في الآخرين


عن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله كلمات أقولهن في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".


وعن سوادة بن أبي الأسود عن أبيه قال: دخل على الحسن بن علي نفرٌ من أهل الكوفة وهو يأكل طعامًا، فسلموا عليه وقعدوا، فقال لهم الحسن : الطعام أيسر من أن يقسم عليه الناس، فإذا دخلتم على رجلٍ منزله فقرب طعامه، فكلوا من طعامه، ولا تنتظروا أن يقول لكم هلموا؛ فإنما يوضع الطعام ليؤكل. قال: فتقدم القوم فأكلوا، ثم سألوه حاجتهم فقضاها لهم.


بعض الأحاديث التي نقلها الحسن بن علي عن النبي


روى الترمذي بسنده عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي : ما حفظت من رسول الله ؟ قال: حفظت من رسول الله : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة".


وروى الإمام أحمد بسنده عن الحسن بن علي، عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: كنت عند النبي ، فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال: "يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين".


بعض كلمات الحسن بن علي


لما بويع له بالخلافة قال: "والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم". قالوا: ما هي؟ قال: "تسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربت". ولما تمت البيعة خطبهم.


وروي أنه كان يقول: "العَشاء قبل الصلاة يذهب النفس اللوامة". ومن كلماته : "الدنيا ظل زائل".


ومن كلماته أيضًا لبَنِيهِ وبني أخيه: "تعلموا؛ فإنكم صغار قوم اليوم، وتكونوا كبارهم غدًا، فمن لم يحفظ منكم فليكتب".


وفاة الحسن بن علي


توفي سنة 49 من الهجرة، وقيل سنة خمسين عن 47 عامًا. يقال: إنه مات مسمومًا، ودُفن في بقيع الغرقد بجانب أمه فاطمة الزهراء.










___________________________________________










الحسين بن علي : شرفه ونسبه هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أبو عبد الله القرشي الهاشمي السِّبْط الشهيد بكربلاء، ابن بنت رسول الله فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وريحانته من الدنيا.


وُلِدَ الحسينُ سنة أربع من الهجرة، وله من الولد: علي الأكبر، وعلي الأصغر، والعَقِب، وجعفر، وفاطمة، وسكينة.


مكانة الحسين بن علي وفضله


رُوِيَت أحاديث عديدة تدل على فضله وتعلق الرسول الكريم به وبأخيه الحسن ، منها:


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "هما ريحانتاي من الدنيا" يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما.


وعن أبي سعيدٍ الخدري قال: قال رسول الله : "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".


وعن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله : "هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني"، يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما.


الحسين بن علي يروي عن النبي


عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن النبي قال: "يصلي المريض قائمًا إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعدًا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يصلي قاعدًا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيًا رجله مما يلي القبلة".


وعن أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب ، قال: قال رسول الله : "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته".


يزيد بن معاوية ومحاولة أخذ البيعة من الحسين بن علي


بعد وفاة معاوية سنة ستين، وَلِي الخلافة يزيد بن معاوية فلم يكن له همٌّ حين ولي إلا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية البيعة له؛ فكتب إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان يأمره بأخذ البيعة من هؤلاء النفر الذين أبوا على معاوية استخلاف ولده، وعلى رأسهم الحسين بن علي .


وقد خرج الحسين تحت جنح الظلام متجهًا إلى مكة، واستصحب معه بنيه وإخوته وجُلّ أهل بيته، وفي الطريق لقي ابنُ عمر وابن عباس الحسينَ وابن الزبير في طريقهما إلى مكة، وكان ابن عمر وابن عباس قادمَيْن منها إلى المدينة فسألاهما عما وراءهما، فقالا: قد مات معاوية، والبيعة ليزيد.


فقال لهما ابن عمر: "اتقيا الله، ولا تفرقا جماعة المسلمين".


وعندما قدما المدينة وجاءت البيعة ليزيد من البلدان بايع ابن عمر وابن عباس، ولم تكد أخبار وفاة معاوية ولجوء الحسين وابن الزبير إلى مكة ممتنعين عن البيعة ليزيد، تصل إلى أهل الكوفة حتى حَنُّوا إلى تمردهم وانتقاضهم القديم، فراسلوا الحسين بن علي ودعوه إليهم ووعدوه النصرة.


إرسال الحسين بن علي ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة


لقد كثر إرسال الكتب من أهل العراق إلى الحسين ، وخاصة بعد ذهابه إلى مكة يحثونه فيها على سرعة المجيء إليهم، فقد كتب إليه بعض أهلها: "أما بعد، فقد اخضرت الجنان، وأينعت الثمار، وطمت الجمام، فإذا شئت فأقدم على جندٍ مجندة لك، والسلام".


فالتزم الحسين بن علي الحذر والحيطة، وأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى العراق ليكشف له حقيقة هذا الأمر والاتفاق، فإن كان متحتمًا وأمرًا حازمًا محكمًا بعث إليه ليركب في أهله وذويه. فسار مسلم من مكة فاجتاز بالمدينة، حتى وصل إلى مشارف الكوفة.


فلما دخل مسلم بن عقيل الكوفة، تسامع أهل الكوفة بقدومه فجاءوا إليه فبايعوه على إمرة الحسين بن علي، وحلفوا له لينصرنه بأنفسهم وأموالهم، فاجتمع على بيعته من أهلها ثمانية عشر ألفًا.


ولقد كان الشيعة في الكوفة يبايعون مسلم بن عقيل سرًّا؛ مستغلين ورع عامل يزيد على الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري الذي لم تُجْدِ نصائحه لهم بالطاعة ولزوم الجماعة حتى كتب بعض أهل الكوفة الموالين لبني أمية إلى يزيد بما يحدث، فأرسل إلى عبيد الله بن زياد عامله على البصرة يضم إليه الكوفة أيضًا؛ لكي يقضي على بوادر هذا التمرد، ويطلب من أهل الكوفة النصرة والبيعة.


ولقد استطاع ابن زياد أن يكتشف أمر مسلم بن عقيل ومقره وأعوانه عن طريق مولى لهم، فقبض ابن زياد على بعض أتباع مسلم بن عقيل وحبسهم، ثم تمكّن ابن زياد من مسلم بن عقيل فضرب عنقه.


مسير الحسين بن علي إلى العراق


عندما تتابعت الكتب إلى الحسين من جهة أهل العراق، وتكرَّرت الرسل بينهم وبينه، وجاءه كتاب مسلم بن عقيل بالقدوم عليه بأهله، ثم وقع في غضون ذلك ما وقع من قتل مسلم بن عقيل، والحسين بن علي لا يعلم بشيء من ذلك، فعزم على المسير إليهم، وكان ذلك أيام التروية قبل مقتل مسلم بيوم واحد -فإن مسلمًا قُتِلَ يوم عرفة- وعندما استشعر الناس خروجه أشفقوا عليه من ذلك، وحذَّرُوه منه، وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق، وأمروه بالمقام في مكة، وذكّروه ما حدث لأبيه وأخيه معهم.


فقد جاء ابن عباس إلى الحسين بن علي فقال له: يابن عم، إني أَتَصَبَّرُ ولا أَصْبِر، إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك، إن أهل العراق قوم غُدر فلا تغترَنَّ بهم، أقم في هذا البلد حتى ينفي أهل العراق عدوهم ثم أقدم عليهم، وإلا فَسِرْ إلى اليمن فإن به حصونًا وشعابًا ولأبيك به شيعة، وكن عن الناس في مَعزِل، واكتب إليهم وبثَّ دعاتك فيهم، فإني أرجو إذا فعلت ذلك أن يكون ما تحب. فقال الحسين بن علي: يابن عم، والله إني لأعلم أنك ناصح شفيق، ولكني قد أزمعت المسير. فقال له: فإن كنت ولا بد سائرًا فلا تسر بأولادك ونسائك، فوالله إني لخائف أن تُقتَلَ كما قُتِلَ عثمانُ ونساؤه وولده ينظرون إليه.


أما ابن الزبير فقد تعجب من مسير الحسين بن علي إلى أهل العراق وهو يعلم علم اليقين أنهم قتلوا أباه وطعنوا أخاه، فقال له: أين تذهب، إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟! فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إليَّ من أن تُستَحَلَّ بي (يعني مكة).


أما يزيد بن معاوية فقد كتب إلى ابن زياد قائلاً: "قد بلغني أن الحسين قد توجّه إلى نحو العراق، فضع المراصد والمسالح واحترس، واحبس على الظِّنة، وخذ على التهمة، غير أن لا تقتل إلا من قاتلك، واكتب إليَّ في كل ما يحدث من خبر، والسلام". وهذا القول واضح وظاهر في أن لا يقتل عبيدُ الله الحسينَ وأصحابه إلا إذا قاتلوه.


وأثناء سير الحسين في طريقه إلى العراق بلغه خبر مقتل ابن عمه مسلم، فأثناه ذلك، واعتزم العودة إلى مكة، لكن إخوة مسلم قالوا: "والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نُقتَلَ". فقال: "لا خير في الحياة بعدكم".


استشهاد الحسين بن علي


عندما أشرف الحسينُ بن علي على العراق، رأى طليعة لابن زياد، فلما رأى ذلك رفع يديه فقال: "اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي من كل أمر نزل ثِقةً وعُدَّة، فكم من همٍّ يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، فأنزلته بك وشكوته إليك، رغبة فيه إليك عمّن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت لي وليُّ كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل غاية".


وكان قوام هذه الطليعة ألف فارس بقيادة الحر بن يزيد التميمي، فقال لهم الحسين : أيها الناس، إنها معذرة إلى الله وإليكم، إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم ورسلكم أنِ اقْدِمْ علينا، فليس لنا إمام، لعل الله أن يجعلنا بكم على الهدى؛ فقد جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم أقدم مصركم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلنا منه. فلم يجيبوه بشيء في ذلك، ثم قال له الحر: إنا أُمِرْنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد. فقال الحسين: الموت أدنى إليك من ذلك. ثم أمر أصحابه فركبوا لينصرفوا، فمنعهم الحر من ذلك، حتى أتى الجيش الذي أرسله عبيد الله بن زياد وعدته أربعة آلاف فارس، والتقوا في كربلاء جنوبي بغداد. وعندما التقوا خيَّرهم الحسينُ بين ثلاث فقال: "إما أن تَدَعُوني فأنصرف من حيث جئت، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فألحق بالثغور".


وكان أمير الجيش عمر بن سعد بن أبي وقاص، وعندما سمع عمر بن سعد كلام الحسين استحسنه، وأرسل إلى ابن زياد بذلك يحسِّن له أن يختار أحد الاقتراحات الثلاثة، وكاد عبيد الله أن يقبل لولا أن شِمْر بن ذي الجَوْشن -وهو من الطغاة أصحاب الفتن- قال له: "لئن رحل من بلادك، ولم يضع يده في يدكم، ليكوننَّ أولى بالقوة والعز، ولتكوننَّ أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة؛ فإنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت فأنت ولي العقوبة، وإن غفرت كان ذلك لك".


وقد استثار شمر بكلامه هذا ابن زياد، فوافق على كلام شمر، وأرسله ومعه كتاب إلى عمر بن سعد بأن يقاتل الحسين إذا لم يستسلم، وإذا لم يُرِدْ عمر أن يقاتله، فليتنحَّ عن إمرة الجيش وليسلمها إلى شمر.


وعندما ورد شمر على عمر بن سعد بن أبي وقاص وأفهمه رسالته، خاف عمر على نفسه من ابن زياد، ولم يقبل بأن يتنحَّى لشمر، واستمر قائدًا للجيش، فطلب إلى الحسين تسليم نفسه، لكن الحسين لم يفعل ونشب القتال. ويجب أن نلحظ هنا أن الحسين لم يبدأ بالقتال، بل إنَّ موقفه كان عدم الاستسلام فقط.


وقع القتال بين فئة صغيرة لا تبلغ الثمانين رجلاً وبين خمسة آلاف فارس وراجل، على أنه انضم إلى الحسين أفراد رأوا أن أهل العراق خانوا الحسين، وأن من واجبهم الاستماتة بين يديه، فانتقلوا إليه مع معرفتهم بالموت الذي ينتظرهم، وكانت الواقعة، فقُتِلَ رجال الحسين على بكرة أبيهم (حوالي 72 رجلاً)، وقتل الحسين بن علي معهم.


وفي أثناء القتال كان يُستحث أهل العراق على حرب الحسين بن علي ، فكان يقال لهم: "يا أهل الكوفة، الزموا طاعتكم وجماعتكم، ولا ترتابوا في قتل من مَرَقَ من الدين وخالف الإمام". فكان أهل الكوفة إذن يستحثون على الطاعة ولزوم الجماعة، ويُبيَّن لهم أن الحسين وأصحابه إنما هم مارقون من الدين.


ثم بعث ابن زياد بالرءوس، ومن بينها رأس الحسين إلى يزيد بن معاوية بالشام، فدمعت عينا يزيد بن معاوية وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية (عبيد الله بن زياد)، أَمَا واللهِ لو أني صاحبُه لعفوت عنه، ورَحِمَ اللهُ الحسين بن علي.


ثم أكرم يزيد بن معاوية نساء الحسين وأهله وأدخلهنَّ على نساء آل معاوية وهُنَّ يبكين ويَنُحْنَ على الحسين وأهله، واستمر ذلك ثلاثة أيام، ثم أرسل يزيد بن معاوية إليهن يسأل كل امرأة عما أُخِذَ منها، فليس منهنَّ امرأةٌ تدَّعي شيئًا بالغًا ما بلغ إلا أضعفه لها. ثم أمر يزيد بن معاوية النعمان بن بشير أن يبعث معهنَّ رجلاً أمينًا معه رجال وخيل يصحبهن أثناء السفر إلى المدينة.


وعندما ودعهن يزيد قال لعلي بن الحسين (علي الأصغر): قبَّح الله ابن سمية! أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي، ولكنَّ الله قضى ما رأيت. ثم جهَّزه وأعطاه مالاً كثيرًا، وكساهم وأوصى بهم ذلك الرسول. وقال لعلي: كاتِبْنِي بكل حاجة تكون لك.


المراجع


^ الحسن بن علي | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني


^ الحسين بن علي | موقع قصة الإسلام - إشراف د/ راغب السرجاني


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsahahaleslameeh.yoo7.com
 
الحسن والحسين رضي الله عنهما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عبد الله بن الزبير
»  كتابة الحديث وكُتّابه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
» حليمة السعدية رضي الله عنها مرضعة الرسول الله صَلَّي اللهُ عَلَيهِ
» سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
» قال رسول الله ( ص )أسم الله الأعظم في هاتين الآيتين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى إسلامي-
انتقل الى: